ما قل ودل

المقاومة الفلسطينية على خطى الأمير عبد القادر

يحيي السنوار على خطى الأمير عبد القادر

شارك المقال

يتفق جميع الخبراء العسكريون أن إسرائيل لولا سلاحها الجوي الذي يوّجه ضربات بلا حسيب و لا رقيب على سكان قطاع غزة لكانت رفعت الراية البيضاء منذ زمن.

و يرى خبراء الأسلحة أن انهزام الجيش العبري في المواجهات البرية ينبغي من ورائه إقالة جميع ذوي الرتب الرفيعة, باعتبار أن ما يجري للصهاينة على الأرض مهزلة حقيقية, خصوصا إذا علمنا أن عناصر المقاومة الفلسطينية ليسوا بجيش نظامي و ما هم إلا مدنيين في ثوب عسكري.

و لم يحقق هؤلاء الأبطال النصر عن طريق حرب العصابات فحسب, بل واجهوا جنود التساحال و ألوية الجفعاتي و الجولاني وجها لوجه, أين اتضح أن قدرات هؤلاء نفخ فيها من أجل البهرجة و الإبقاء على أسطورة الجيش الذي لا يقهر ليس إلا.

فكم من مرة وّثق عناصر المقاومة هؤلاء الجنود و هم يصيحون كالأطفال عندما يشتد وابل الرصاص, و منهم من قضى حتى داخل دبابات الميركافا التي رفضوا الترجل منها حرقا, بالمقابل ابتدع المقاومون الفلسطينيون خطة المسافة صفر التي لم يخلق مثلها من قبل في التكتيكات العسكرية , حيث بات الفلسطيني يضع القنبلة بيديه و يفجرها عن كثب.

ذات التكتيك يستذكره العسكريون أنه مستوحى من خطط الأمير عبد القادر الجزائري الذي يعتبر من أوائل من ابتدع حرب العصابات الحديثة, حيث يقول عنه الفرنسيون في مذكراتهم أن عبد القادر عندما كان جنديا في صفوف جيش والده محيي الدين استطاع بفضل تجميعه لمزارعي و فلاحي معسكر و ما جوارها أن يصنع جيشا جرارا.

و تضيف مذكرات الفرنسيين أن الأمير عبد القادر كان يقف في الصفوف الأولى و يتحدى قذائف العدو التي كانت تمر من تحته و من جانبه, و يصل إلى هدفه المنشود و يقتنصه, شأنه شأن جنوده البواسل الذين لولا الخيانة التي تعرضوا لها في الجانب الغربي لاستطاعوا اجتثات فرنسا من جذورها خلال السنوات الأولى من المقاومة.

للتذكير أن الأمير عبد القادر طيلة فترة مقاومته استطاع هزيمة 120 جنرالا فرنسيا كلهم كانوا ضباطا تحت إمرة نابوليون بونابارت, و هو إبن الزاوية القادرية الذي لم يسبق له التتلمذ في الكليات العسكرية, على غرار “سان سير” التي تخرج منها أمثال الماريشال “بيجو” و “دي تريزيل” و غيرهم الذين ذاقوا وبال الهزائم على يدجيش الأمير عبد القادر الذي توّلد منه عبر الزمن جيش التحرير الوطني الباسل.

 

 

Share on facebook
Facebook
Share on telegram
Telegram