طعنت فيلة كوت ديفوار في أداء المدرب النخبوي أيّا كانت جنسيته حتى و لو جاء من سطح القمر, حيث بعد تحقيقها التتويج بكأس إفريقيا و مقارنة بما حققته ساحل العاج مع المدرب الأجنبي الذي حمل حقائبه بعد الهزيمة برباعية نظيفة, أين ظن الجميع أنها ستكون القاضية للعاجيين, خرج هذا المنتخب الإفريقي من ظلمات الإقصاء إلى نعيم التتويج.
و استطاع المدرب المحلي “إيميرس فاي” أن يتقمص دور رجل الإطفاء و يعيد رسم خطط تكيتيكية مغايرة لسلفه “جون لويس غاسيت”, حيث عرف كيف يوظف أبناء بلده خصوصا المحليين و صغار السن في أماكن مناسبة, و استطاع من خلال ذات الطريقة أن يكسب توليفة كانت شافية ووافية.
فكان الغرض من دخول اللاعبين لأرضية الميدان هو جعل الشعب الإيفواري يحلم و يسعد في آن واحد, فاستطاع “إيميرس فاي”من خلال هذه الوصفة السحرية أن ينادي على روح المنتخب الإيفواري من قبر الإقصاء إلى فخر مفارعة الأقوياء.
و من خلال التتويج الذي حققه الأفيال باتوا حديث العام و الخاص, و كتبوا لأنفسهم قصة خيالية أضحى بطلها بلا منازع العائد هو الآخر من جحيم الكيمياوي و غرفة الإنعاش المايسترو “سيباستيان هالير” الذي أهدى لبلاده الكأس القارية.
و من خلال ما أنجزه العاجيون على الصعيد القاري, استطاعوا أن يثبتوا للأفارقة بأن المعضلة التي تعاني منها كرة القدم في القارة السمراء ليس سببها المدرب بل طريقة التسيير و كيفية توظيف الأوراق على مستوى الميدان, أين ينبغي أن يؤدي كل مهمته التي توكل إليه, و الأهم من ذلك هو اللعب على الألوان الوطنية و التفكير في إسعاد شعب ينتظر الفرحة ليس إلا…و كل مدعو لفهم هذا الطرح على طريقته.