منذ بداية الحرب الإسرائيلية البربرية على غزة في 7 اكتوبر 2023 ، تقوم. إسرائيل بتنفيذ سياسة التطهير العرقي في غزة حسب خطط جاهزة منذ سنوات طويلة.
فخلال أشهر الحرب الأربعة الماضية، تم تدمير ما لا يقل عن 70% من العمارات والمساكن المدنية، كما تم تجريف الشوارع وتدمير محطات المياه والمصانع ومزارع الدجاج والبقر والأغنام، وكذلك الأراضي الزراعية.
وقام العدوان الوحشي الإسرائيلي بالتركيز أيضا على تدمير جميع البنية والخدمات الصحية المكونة من 10 مستشفيات رئيسية و 180 مركز صحي و 200 سيارة إسعاف في غزة.
وأظهر تلفزيون الجزيرة في قطر أول أمس صور مروعة عن التصرفات الوحشية لجيش الاحتلال الإسرائيلي في شوارع تل الزعتر في شمال غزة., واستخلصت الصور من طائرة مسيّرة تابعة للجيش الإسرائيلي تظهر عمليات تدمير كبيرة وقنص وانتشار الجثث في الشوارع.
وبينت الصور اعتقال كوادر طبية ومرضى ونازحين من مستشفى العودة بتل الزعتر وتجريدهم من ملابسهم وتكبيل أياديهم, كما أظهرت الصور عمليات تفجير وتدمير مربعات سكنية كاملة.
وكان جيش الاحتلال الإسرائيلي كثف من قصفه منطقة تل الزعتر وتحديدا مستشفيي الإندونيسي والعودة المتقاربين في المنطقة خلال الأسبوع الأول من شهر ديسمبر 2023.
ومباشرة بعد الهدنة الإنسانية التي تم خلالها عملية تبادل للأسرى, وخلال الأسبوع الثالث من ديسمبر الماضي، بدأت القوات الإسرائيلية بحصار مستشفى الشفاء بحجة واهية بأن هناك أنفاق تحت المستشفى تستعمل كمركز للمقاومةً وتحتجز الرهائن ، فقامت بتدمير المساكن والشوارع المحيطة بالمستشفي.
وتمكنت بالنهاية من الدخول إلى المستشفى، وقامت بتدمير محتويات وأجهزة المستشفى، وخاصة المختبر والصيدلية وقسم الأشعة والعمليات الجراحية والخدّج، وأخرجت معظم المرضى إلى الخارج، واعتقلت غالبية الأطباء والممرضين الرجال، ومنهم مدير المستشفى الطبيب محمد أبو سليمة.
ووصفت ممثلو منظمة الصحة العالمية مستشفى الشفاء بأنه “منطقة موت”، وبأن قسم الطواريء ” حمام دم ” إثر زيارة تفقدية له. ولم يقدّم الجيش الإسرائيلي دليلاً موثقا على أن حماس استخدمت أنفاقا عسكريةً تحت مبنى المستشفى.
وفي ليلة من اكتوبر 2023 ، قصفت طائرة إسرائيلية ساحة المستشفى المعمداني بغزة والذي يتبع الكنيسية الإنجليكانية في القدس، بصاروخ أدّى إلى حصول مجزرة مزقت أجساد الضحايا، وجعلتهم أشلاء محترقة، وتحولت الساحة الخارجية إلى بركة دماء، قتل وجرح خلالها 500 نازح مدني غالبيتهم من النساء والأطفال كانوا يقيمون في الساحة للحماية من الغارات الجويةً الإسرائيلية.
وادعى الإعلام الإسرائيلي المضّلل بان المقاومة الفلسطينية أنها هي سبب كارثة المستشفى. باختصار، حرب التطهير العرقي الذي تقوم به إسرائيل حاليا في غزة ليس جديدا على الغزاة الصهاينة.
فقد كشف المؤّرخ الإسرائيلي الدكتور إيلان بابية في كتابه ” التطهير العرقي في فلسطين “خطة قادة الحركة الصهيونيةً التي تم تطبيقها في فلسطين قبل عام 1948، والتي استندت على تدمير معالم القرى الفلسطينية والاستيلاء على مؤسسات ومنازل معظم السكان في مدن يافا وحيفا وصفد وعسقلان وبير السبع والقدس الغربية، وتهجير 720 ألف من سكانها ، ومن يقاوم يتم قتله.