ما قل ودل

لا أحد يموت من الجوع…آسف غزة تكسر هذه القاعدة

شارك المقال

رغم تعودنا على عبارة “لا أحد يموت من الجوع” كنوع من التفاؤل الذي يطّعم به المرء نفسه في أصعب الظروف التي يمر بها كممر اضطراري في هذه الحياة, أصبحت هذه العبارة في الوقت الراهن ذات دلالة تأكيد على معناها.

فما يجري في غزة من تجويع قصري أريد به باطل بمن يعيشون في القطاع, و الذين أذّلوا كبرياء الكيان الصهيوني و فجروا بالون جيشه الذي لا يقهر, انتقم أحفاد قتلة الرسل و الأنبياء من الفلسطينيين بفرض سياسة التجويع.

و يبدو أن ساكنة غزة أصبحوا يرون كل جماد يجدونه بالقرب منهم قابل للإستهلاك, حيث بعد نفاذ المؤونة نظرا لاستطالة عمر الحرب الظالمة لجأ الفلسطينيون إلى تناول أوراق الشجر و علف الحيوانات, و يا ليت الأمر وقف عند ذلك, بل حتى هذه الموجودات اندثرت جراء التسابق عليها من جوعى القطاع.

و ما كان بالأمس القريب مجرد عبارة يراد من ورائها تفريج الكروب على المكروب, أصبح الجوع في غزة فعلا يؤدي إلى الموت الزؤام, فالواقف على جنبات المستشفيات بات يلاحظ بأم عينه مفارقة الأطفال و الشيوخ و العجائز و في بعض الأحيان الشباب للحياة بسبب انعدام الغذاء.

فبالله عليكم أي عالم أصبحنا نعيش فيه, و الجوع بات سببا رئيسيا لمغادرة الحياة, و ماذا سيدّون الأطباء في سجلاتهم عن سبب الوفاة, فحقا على العالم أن يستحي مما وصل إليه شعب سلطت عليه أقسى العقوبات ووضعت أمامه كل المتاريس و العقبات.

و السؤال المطروح , أين هي المنظمات الإنسانية التي تلعب دور الشرطي و الوصي على حقوق الإنسان و حق الفرد في الحصول على المعلومة و غير ذلك من الخزعبلات التي أريد من ورائها باطل.

فما يجري بغزة يذكرنا و نحن في هذه الأيام المباركة بالحصار الجائر الذي تعرض له المسلمون الأوئل في شعاب بني طالب, أين يتذكر الجميع الهّبة التضامنية التي جاءت من قبائل العرب, و التي كانت تحت نير الجاهلية و طالبت بتمزيق صحيفة مقاطعة قريش للهاشميين.

و حينها قال أحد المشركين قولته الشهيرة ” ننعم و نعيش و نفر من قومنا يعانون الجوع”, و كان ذلك هو سبب إبطال القطيعة على المسلمين.

فإذا صدر هذا التصرف من أحد مشركي العرب و فك الخناق عن أبناء عمومته, إذا فما هو التفسير الآن و أبناء غزة من بني جلدتنا أضبحوا يموتون بمرض اسمه الجوع…و لا يزال للحديث بقية.

Share on facebook
Facebook
Share on telegram
Telegram