ترجل الفنان المصري صلاح السعدني عن المشهد الفني أول أمس عن عمر ناهز 81 سنة, قضى معظمها في خدمة الفن الراقي أيام الزمن الجميل, حيث ترك المرحوم بصماته جلية في ميدان الفن الرابع و السابع من خلال أدائه لأدوار لا تزال تلمع في أرشيف السينما العربية.
و عرفت الجماهير العربية الفنان عن كثب من خلال دوره في رائعة الكاتب “أسامة أنور عكاشة” في مسلسل “ليالي الحلمية” أين أبدع صلاح السعدني في دور العمدة “سليمان غانم” و من يومها آثر النقاد تلقيبه بعمدة السينما المصرية.
و للمرحوم مواقف مشرفة اتجاه القضية الفلسطينية, حيث كان من الفنانين الرافضين لكل أشكال التطبيع خصوصا الفني مع الكيان الصهيوني الغاصب, و بسبب تلك المواقف رفض السعدني زيارة فلسطين ما دام كما قال خلال أحد تصريحاته يسكنها و لو صهيوني واحد.
و كان المغفور له من أشد المحّبين للجزائر و شعبها, و من الفنانين القلائل الذين اعترفوا بالدور البطولي للجيش الجزائري خلال نكسة 69 و حرب أكتوبر 73 , حيث قالها بصريح العبارة بأنه لولا وحدات القوات الخاصة الجزائرية التي حمت ظهر الجيش المصري خلال حرب النكسة, لسقطت مدينة الإسماعيلية في أيدي الصهاينة.
و ظل المرحوم ممتنا لما قامت به الجزائر خلال حرب المصريين مع الصهاينة, و كلما أعطي الكلمة بشأن الجزائر تغّزل بثورتها الأبية و تأثر بمآثر شهدائها الأبرار…رحم الله الفقيد و أسكنه فسيح جنانه, و من خلال منبر جريدة “المقال” نعزي الشعب المصري في مصابهم الجلل و في فقدانهم أحد نجوم الفن الراقي…إنا لله و إنا إليه راجعون.