ما قل ودل

أنا متعب بعروبتي فهل العروبة لعنة و عقاب؟

شارك المقال

تعلمنا منذ أن كنا صغار في العائلة قبل المدرسة أن المسلم أخو المسلم يشّد بعضه بعضا كالبنيان المرصوص, لكن ما نشاهده اليوم من تخاذل اتجاه ما يجري للغزاويين يحيد عن هذه القاعدة التي تكاد تعّد جوهر ما جاء به الإسلام ,فالجميع يتصرف و كأن الأمر لا يعنيه و يدير ظهره للأشلاء التي لا يزال الكيان الغاصب يتّلذذ بطريقة سادية في تمزيقها.

و إذ أوّجه اللوم من خلال مقالي الغاضب هذا على الأمة العربية و طبعا أستثني أمما لا تزال رغم البعد الجغرافي واقفة بشموخ و تحمي ظهر الفلسطينيين كما تقتضيه عاداتهم مثلما أوصى أسلافهم, و أخّص يالذكر  الجزائر و بنفس الدرجة الجارة تونس دون نسيان بعض دول أمريكا اللاتينية و قاهرة الأبارتايد جنوب إفريقيا.

ففي حين تلهي مباريات الجلد المنفوخ و نزالات الفن النبيل و المختلط عن قصد أو عن غير قصد عقول المطّبعين و المتخاذلين و المنبطحين, يقارع الجزائريون بكل ندية نظراءهم الأمريكيون من أجل فّك الغبن عن إخوانهم الفلسطينيين, إيمانا منهم بأن المرافعة الأممية هي أضعف الإيمان, ما دام أن الجميع يكون قد غسل يديه من القضية الجوهرية.

فلحد الساعة يبدو أن آذان بعض العرب قد صمت عن آهات الثكالى و الأطفال الرضع و الشيوخ الركّع دون نسيان البهائم التي لم تجد ما ترتع, ما دام أن علفها تقاسمه معها بنو جلدتنا الذين بات سعيد الحظ من يتناوله مع عائلته دون أن يتعرض للقنص أو القصف من قبل برابرة الصهاينة.

فبربكم أي زمن نعيش فيه و إخواننا يتضورون جوعا؟… و معظم العرب يشترون السلم بالتغاضي عن ما يجري في أرض الديانات و مسرى نبينا عليه أفضل الصلاة و التسليم.

ففي حين يسعى العالم الغربي برفقة إبنه غير الشرعي الكيان الغاصب لإيجاد مخرج يحفظ ماء وجهه من الهزائم المنكرة التي وجهتها لهم الفئة القليلة من تحت الأنفاق, لا يزال المتخاذلون و المطّبعون يتبادلون الزيارات السياحية و يوقعون اتفاقيات التبادل التجاري و تقاسم الخبرات…فحقا صدق الشاعر الراحل نزار قباني حينما قال “أفعلى الهزيمة تشرب الأنخاب” و في بيت آخر قال أيضا ” أنا يا صديقة متعب بعروبتي فهل العروبة لعنة و عقاب؟”.

Share on facebook
Facebook
Share on telegram
Telegram