تقول الصحفية والكاتبة اليهودية الكندية نعومي كلاين قصة “سفر الخروج” التوراتية، لتدعو لإنكار عبادة “العجل الذهبي” مجددا كما فعل بنو إسرائيل قديما، وتقصد به “صنم الصهيونية الزائف”، كما تسميه.
وقالت كلاين أمام تجمع لأميركيين (أغلبهم يهود مناهضون للحرب) في احتجاج دعا لوقف تسليح إسرائيل، ببروكلين بالقرب من منزل زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ الأميركي تشاك شومر اليهودي “الكثير من أبناء مجتمعنا (اليهودي) يعبدون صنما زائفا.
إنهم مبتهجون به، إنهم في حالة سُكر.. لقد دنّسهم الوثن ، هذا الصنم الكاذب يُسمى الصهيونية”. وتضيف السيدة كلاين التالي: ” العديد من أبناء المجتمع اليهودي يعودون لعبادة صنم زائف مجددا. لقد انخدعوا بسحره، وأسكرهم خمره، وتدنسوا برجسه. إن هذا الصنم المزيف يُعرف باسم الصهيونية”..
إنه “صنم مزيف ينتحل أعمق قصصنا التوراتية عن العدالة والتحرر من العبودية -قصة عيد الفصح بحد ذاتها- ويحوّلها إلى أسلحة وحشية للسرقة الاستعمارية للأراضي، وخرائط طريق للتطهير العرقي والإبادة الجماعية”.
وكتبت كلاين لصحيفة الغارديان البريطانية، تقول “أفكر في موسى، وغضبه عندما نزل من الجبل ليجد بنو إسرائيل يعبدون عجلا ذهبيا.. في عيد الفصح ،هذا لا يحتاج له اليهود ولا يريدون صنم الصهيونية الكاذب ، نريد التحرّر من المشروع الذي يرتكب الإبادة الجماعية باسمنا”.
وتلخص المؤلفة -التي حازت عام 2016 على جائزة سيدني للسلام، لنشاطها في مجال العدالة المناخية، مضيفة الناشطة -التي وصفتها مجلة النيويوركر بأنها الشخصية الأكثر تأثيرا على اليسار الأميركي- أن نسخة التحرير التي تطرحها الصهيونية السياسية هي في حد ذاتها دنيوية، فقد تطلبت -منذ البداية- الطرد الجماعي للفلسطينيين من منازلهم وأراضي أجدادهم في النكبة.
وهذه الصهيونية لا تنظر إلى الأطفال الفلسطينيين ليس كبشر بل باعتبارهم تهديدا ديموغرافيا، تماما كما كان فرعون في سفر الخروج يخشى تزايد عدد بني إسرائيل، وبالتالي أمر بقتل أبنائهم.
لقد أوصلتنا الصهيونية إلى الكارثة الحالية تضيف نعومي كلاين، وقد حان الوقت لنقول بوضوح “إنها قادتنا دوما إلى هذا المكان”. وتؤكد نعومي إن الصهيونية صنم كاذب يجعل الحرية اليهودية تتحقق بالقنابل العنقودية التي تقتل وتشوه الأطفال الفلسطينيين”, ويبرر قصف كل جامعة في غزة، وتدمير عدد لا يُحصى من المستشفيات والمدارس والمنازل والأرشيف، والمطابع، وقتل مئات الأكاديميين والصحفيين والشعراء، هذا ما يسميه الفلسطينيون “تدمير وسائل التعليم”.
وتوضح أيضا بأنه لا يمكن حماية اليهودية بواسطة دولة عرقية وجيش متوحش لتلك الدولة، “لأن كل ما يفعله الجيش هو زرع الحزن وحصد الكراهية، بما في ذلك ضد اليهود أنفسهم” بالمقابل “اليهودية ليست مهدّدة من قِبل الناس الذين يرفعون أصواتهم تضامنا مع فلسطين.
مختتمة كلامها “نحن لا نحتاج ولا نريد صنم الصهيونية الكاذب. نريد التحرّر من المشروع الذي يرتكب الإبادة الجماعية باسمنا.. ولا يقتصر الأمر على نتنياهو فحسب، بل العالم الذي صنعه تحت مسمى “الصهيونية”.