ما قل ودل

على وزن الجبهة تخلف الثار…منطق الفلسطينيين “إنه لجهاد نصر أو استشهاد”

المرحوم عيسى مسعودي رفقة أبا عبيدة

شارك المقال

تحول منطق السيطرة و الإذلال الذي مارسه الكيان الغاصب على الفلسطينيين منذ عملية طوفان الأقصى المبارك إلى أداة تعمل في غير صالح الصهاينة, حيث أصبح كل فعل مخّل بالإنسانية يحسب لحساب المقاومة الفلسطينية, و يضفي عليها مزيدا من الشرعية التي قامت بتوحيد ساحاتها بعد اتفاق المصالحة التي رعته الجزائر ما بين الفصائل خلال القمة العربية التي احتضنها بلد المليون و نصف شهيد.

و رغم دور الإعلام الظلامي الغربي بمعية نظيره التطبيعي الذي ما انفكا يلعبانه لأجل شيطنة المقاومة الفلسطينية, يبدو أن آلة البروباغوندا الغربية فشلت في مهمتها الأساسية هاته المرة, حيث التف الفلسطينيون حول مقاومتهم الباسلة, و باتت حركة حماس محور الثقل في معادلة الحرب الدائرة بين الغزاويين و ألوية جيش التساحال الإنهزامية.

ذات الإلتفاف يذّكرنا دونما شك بالتفاف الجزائريين بجبهة التحرير الوطني إبان الثورة التحريرية المجيدة, أين سلم أبناء الشهداء حينها مستقبل بلادهم للثوار الذين نابوا عن الشعب على الصعيد العسكري و الدبلوماسي و هو ما يثبت تلاحم الشعب و جيشه منذ أوائل ثورة التحرير المباركة.

و هنا تستذكرني تلك العبارة المقدسة التي جاءت على لسان المجاهد الراحل “ياسف سعدي” و الذي يعتبر من أحد مهندسي معركة الجزائر, حين طالب جموع الغاضبين من عوائل شهداء أحد التفجيرات الإجرامية التي قامت بها المنظمة السرية “لواس” و قال أن الجبهة سوف تخلف الثار و ليس على الجزائريين أن يقلقوا فالقضبة ميثاق شرف ممضي بدماء الشهداء, يشرف على رعايته جيش التحرير الوطني.

و كم كانت استجابة الشعب الجزائري جياشة لهاته المقولة بإطلاق النسوة لوابل من الزغاريد, و صدحت حينها أصوات الرجال بعبارات تحيا الجزائر, و من ما يحدث على الأرض في فلسطين نستذكر أيضا من شخصية البطل و الناطق الرسمي للمقاومة الملّثم أبا عبيدة الذي بات صوته لسان صدق لما يقوم به المجاهدون على أرضية الميدان, شخصية المجاهد الإعلامي الرمز و أب الإعلام الثوري الجزائري الراحل “محمد عيسى مسعودي”.

ذات المجاهد الرمز الذي استطاع بصوته الحماسي أن ينقل الرعب الإعلامي للجانب الفرنسي, حيث كانت تقاريره التي يزّكي من خلالها ما يقوم به الأشاوس في الجبال و الوديان و الصحاري بمثابة الاستقلال قبل الاستقلال , حيث كان الجزائريون و العرب عموما ينتشون من خلال سماعهم إنجازات جيش التحرير الوطني و هو يهزم جحافل أقوى قوة حينها في الحلف الأطلسي.

لذا و مع تواصل عملية طوفان الأقصى المبارك تتواصل معها أوجه الشبه و التشابه مع الثورة التحريرية المباركة و كأن جهادي الشعبين الفلسطيني و شقيقه الجزائري ينبعان من سراج واحد على منطق إنه لجهاد نصر أو استشهاد…و لا يزال للحديث بقية.

Share on facebook
Facebook
Share on telegram
Telegram