تتواصل حرب غزة مع تواصل انهيار أسطورة الجيش الذي لا يقهر, فكل يوم تتضاعف هيبة القضية الفلسطينية التي استطاعت من خلال طوفان الأقصى أن تكسب ما لم تحققه الدبلوماسية الدولية على صعيد أروقة مبنى الأمم المتحدة لعشرات السنوات, برغم أن جهود بلدان من عيار الجزائر و ما وازاها من طينة الأحرار لا ينكرها إلا جاحد.
و مثلما تنبأ به الممثل السينمائي العالمي من عيار “ميل جيبسون” و زبدة من المفكرين ذوو التوجه الإنساني, فالكيان الصهيوني بات يحترف مليا رقصة الديك المذبوح, أين أصبح همه الوحيد هو الخروج عبر منفذ آمن على حساب جثث الأبرياء و دموع الثكالى و الأرامل ناهيك على أنقاض مدينة دمّرت عن قصد فوق رؤوس ساكنيها.
فما تقوم به إسرائيل يعتبر فعلا ساديا سبق و أن طبقته حليفتها في الإجرام و الدمار و الاستعباد فرنسا التي لا طاما تغنت و لا زال مسؤولوها يتغنون بمبادئ الحرية و الإنسانية, لكن أزلامهم في الواقع لعبوا على نفس الوتر الإجرامي الذي يعزف عليه الصهاينة في الوقت الراهن.
فقبل انسحاب الجيش الفرنسي الذي تلّقى ضربات قاصمة من لدن كتائب جيش التحرير الوطني و رفعه الراية البيضاء داخل المدن و خارجها في الأحراش و الجبال و الغابات, راحت فرقة متعصبة من جيش فرنسا تزرع الرعب و الإرهاب في صفوف الجزائريين من أجل البقاء أسيادا على وطن ليس بوطنهم و لو قدرت فترة استعمارهم بقرن و إثنين و ثلاثون سنة من الدمار و الاستدمار.
فالأرشيف التاريخي يشهد للمنظمة الإجرامية “لواس” التي تعلب مخابرات “الموساد” دورها حاليا بامتياز أمام أحرار فلسطين, أن فرنسا التي لم تعترف بعد بجرائمها في الجزائر قد مارست و فاقت في ممارستها ما قامت به ألمانيا النازية و تضاهيها في ذلك أمريكا خلال حربها في فيتنام.
حيث كان يتفنن الجنود الفرنسيون المنضوون تحت لواء لواس بالقتل الاستعراضي للجزائريين بقذائف المورتر, التي كانت تلقى في الشوارع المزدحمة في عز النهار خصوصا في مدينة وهران, أين استمر هؤلاء الدمويون رغم وقف إطلاق النار بمواصلة حربهم على جموع الجزائريين حتى وصل بهم الأمر إى اقتحام السجون و إزهاق أرواح الجزائريين أحياء عن طريق حرقهم في غابة “كاناستيل”, تماما كما يفعل الصهاينة الذين يلعبون دور المفاوض و في نفس الوقت دور الجيش المرتزق الذي لم يستطع أزلامه لحد الآن لا اجتياح غزة و لا احتلال أنفاقها.
و يبدو أن ما يمر به الصهاينىة في الوقت الراهن يشبه ما مرت به حكومة “ديغول” إبان الثورة التحريرية المجيدة, حيث نظير اعتراض جنرالات فرنسا على سياسته في الجزائر نجى كم من مرة من محاولات الاغتيال, و هو نفس السيناريو الذي يبقى ينتظر نتانياهو و حكومته النازية بقيادة بن غفير و سموتريتش.
إذا فمع تواصل جهاد الفلسطينيين الأحرار يظهر للعالم أن مّلة المستعمرين واحدة مهما اختلفت التضاريس و حتى الفترات الزمنية, و اتضح مليا فضاعة وجه الكيان المغتصب الذي سيبقى وصمة عار على البشرية جمعاء, أين بات مستوطنوه مكروهون عبر ربوع العالم بشهاداتهم هم…على وزن و شهد شاهد من أهلها…فألف رحمة تنزل على شهداء الجزائر و فلسطين.