ما قل ودل

الحرب على غزة تنتقل من الواقع إلى المواقع

شارك المقال

انتقلت الحرب على أشاوس غزة من شوارعها المنهارة و بيوتها المهّدمة و جدرانها المهترئة و التي بات الجيش الصهيوني ينهزم في كافة ربوعها من يوم لآخر, أين أضحت حكومة نتانياهو تبحث على خروج آمن من المستنقع الغزاوي إلى مختلف المواقع الإلكترونية و منصات التواصل الإجتماعي التي تنصر الحق و تقف إلى جانب القضية الفلسطينية و كل ما هو إنساني.

و ظهر ذلك جليا أمسية اليوم حين حذّرت إدارة الفايسبوك جريدة “المقال” بحذف أحد منشوراتها التي استعرضت من خلالها إنجازات أسود المقاومة الفلسطينية التي باتت حديث الإعلام الخاص و العمومي في مختلف أصقاع العالم.

و لم تقف إدارة “زوكربيرغ” عند هذا الحد, بل حذّرت مرة أخرى من خلال رسالة عبر الماسنجير جريدتنا بعدم السماح لها بنشر أي منشور في حالة تمجيد إنجازات الفلسطينيين.

و هنا اتضح الأمر جليا و أبان الصهاينة بأن لهم أذرع في كل مكان, و باتت كاميراتهم و أجهزتهم التنصتية و كذا طرق تكنولوجية أخرى ينتهجونها أن الأمر يتعلق بوقود لحرب رقمية جديدة تحمل في طيّاتها مصطلح النعومة تحت توقيع حروب الجيل الرابع.

لذا فمثلما ذكر سابقا الخبير الجزائري في القضايا الجيوسياسية “أحمد بن ىسعادة” فبات هكذا أمر مقلقا للغاية, و بات لزاما على مختلف دول العالم التنّبه لإرهاصات هذه الحرب القذرة التي ينتهجها العالم الغربي ضد قضايا الحق, تماما مثلما عودتنا القوى الغربية سابقا بالسباحة عكس التيار.

فالتاريخ يشهد أن كل من وقف مع الحق أرادوا فيما مضى محوه و محو أثاره بدءا بالإصرار على تحطيم الأسطورة محمد علي, حين رفض المشاركة في الحرب القذرة على فيتنام و  عبثا حاولوا تشويه صورته, أين عاد من بعيد و تسّلق سلالم المجد في الفن النبيل, و شهد له التاريخ بمروؤته بينما ألقي نيكسون و كل من على شاكلته في مزبلة التاريخ.

و رغم الظلم و الطغيان الملقى على عاتق مظاليم غزة, فلا بد للحق أن يبسط جناحاه و إرهاصات ذلك بدأت تتجسد على أرض الواقع و التي باتت ضرباتها أشد وطأة على حرب المواقع…و ما عسانا أن نقول في نهاية مقالنا سوى و لا غالب إلا الله.

Share on facebook
Facebook
Share on telegram
Telegram