بينما يقف العالم وقفة رجل واحد لنصرة أهلنا في غزة, يغّرد المغرب مرة أخرى خارج السرب, و لكن هذه المرة ليس اختلافا حول ميقات اليوم الأول من شهر رمضان أو وقفة عرفات كما عودنا المخزن بل للتآمر العلني على القضية الفلسطينية.
حيث تفيد آخر الأخبار أن سفينة إنزال صهيونية جديدة تم استقدامها من أمريكا من أجل مضاعفة المجهود الحربي المنهك على شواطئ غزة, قد طلبت التوقف بميناء طنجة و قد لاقت الترحاب بقرار ملكي ممضي من قبل ولي نعمة المغاربة, الذي لم يسمح لمجرمي الحرب بالرسو فقط بل أمر بتزويدهم بمختلف المؤن و عدة امتيازات أخرى على الطريقة المغربية.
و يبدو أنه رغم تكّتم نظام المخزن عن الخبر إلا أنه تم فضحه من الجهة المقابلة من خلال مقال صحفي بارز في الصفحة الأولى للصحيفة العبرية “الغلوبلز”, التي أذاعت تفاصيل الرسّو و مدى الترحيب الذي لاقاه طاقم السفينة التي أوكلت لها مهمة تدمير شواطئ غزة استعدادا لعملية إنزال كبيرة مستقبلا.
و تضيف ذات الصحيفة أن عملية مماثلة لرسّو مماثل جرت في نفس الميناء منذ أوائل شهر سبتمبر الماضي, مما يوّضح جليا مدى اتساع رقعة التعاون العسكري بين الكيان المحتل و المغرب الذي يدّعي نصرته للقضية الفلسطينية, الأمر الذي كشف الغطاء على أن سماح سلطات المخزن بمظاهرات في شوارعه ما هي إلا لعبة ذر الرماد في الأعين فقط..
للتذكير أنه و قبل شهر فقط من انطلاق عملية “طوفان الأقصى” المباركة كان جيش الكيان الصهيوني يجري بمباركة الملك “أم 6” مناورات عسكرية برفقة الجيش المغربي بحجة رفع القدرات القتالية لكلا الجيشين, و هو ما يوّضح الأمر جليا بشأن رؤية القصر الملكي للقضية الفلسطينية, التي يتضح يوما بعد يوم بأن محمد السادس الذي من المفترض أنه رئيس لجنة القدس يعتبر أكبر متحالف مع الصهاينة و بائع للقضية الفلسطينية.
للإشارة أن معظم الموانئ العالمية كالموانئ الإسبانية و البريطانية و حتى الأسترالية ترفض تماما رسو سفن الشحن الإسرائيلية لأجل تبادل السلع كعربون للتضامن مع ضحايا الغزو الآثم لدولة الإحتلال الصهيونية, فما بالك باستقبال المغرب لسفينة حربية مختصة في الإنزال العسكري مهمتها الرئيسية هي تدمير شواطئ غزة و الدوس على ما تبّقى من ساكينها…و لله في خلقه شؤون و لا يزال للحديث بقية.