أصبحت فرنسا على غير عادتها متهمة بصفة رئيسية بترويج الشذوذ و ازدراء الأديان, و المطالبين بالتوضيحات هذه المرة ليس المسلمين الذين تعمل دوائر القرار في بلد الحريات بكل ما أوتيت من قوة لتحويل الإساءة لهم في كل مرة على غرار ما حصل وراء فضيحة شارلي إيبدو التي صححت نظرة العالم إلى الإسلام أكثر مما أريد لها من ترويج للمغالطات.
فما صدر من فرنسا هاته المرة خلال الحفل الافتتاحي للألعاب الأولمبية فاق كل التوقعات و عاكس كل المثل الإنسانية, خصوصا و أن الاحتجاج الأكبر جاء من رجال الدين المسيحيين الذين اعترضوا بشدة على مشهد العشاء الأخير الذي يعتبر مقدسا لدى عامة المسيحيين, أين جسد أشخاص لا يليق بهم المقام ذات المشهد.
و هنا انطلقت موجة الغضب هاته المرة ليس من المجتمع المسلم الذي هب و دافع عن نبي الرحمة “ص” خلال موجة الرسومات الكاريكاتورية الحقيرة, بل كان الاستهجان من لدن العديد من القساوسة و البطارقة و كل من له صلة بالكنيسة مهما كانت طائفته.
و أظهرت مرة أخرى فرنسا بأنها ليست مهد قيم الحرية و العدالة, بل أضحت محرضة للخروج على المثل و كل ما يمس بالفضيلة, لتضاف هاته الفضيحة لجملة من الفضائح التي مست الألعاب الأولمبية لعل أبرزها السرير الكارتوني و هلم جرا من فضائح التي أضحى يكشف عنها النقاب يوما بعد يوم…و لا يزال للحديث بقية.