عبد العزيز العنجري
العنجري أشار إلى الحملة الإعلامية الشرسة التي تعرضت لها إيمان، حيث قال: “شهدنا حملة شعواء من وسائل الإعلام الغربية ضد البطلة الجزائرية إيمان خليف. هذه الملاكمة، التي أثبتت قوتها الجسدية والنفسية في الحلبة، واجهت ليس فقط خصومها الرياضيين، ولكن أيضًا حملة إعلامية ضارية تطعن في هويتها الجنسية، مدعية أنها “رجل”.
يضيف العنجري، وهو عضو في نادي الصحافة الوطني في واشنطن: “وبينما خرجت اللجنة الأولمبية ببيان صريح يؤكد أن إيمان خليف ولدت امرأة وستبقى كذلك، إلا أن الإعلام الغربي الذي طالما نادى بالدقة و”تحري الحقيقة”، سمح لنفسه بأن يروج لتلك الشائعات الكاذبة..
لماذا؟…لأن الفائزة كانت عربية.
إيمان خليف لم تكن فقط تواجه منافسة رياضية، بل كانت تواجه منظومة كاملة مصممة على منع العرب من النجاح والتميز.
لطالما سمعنا الأصوات تتعالى في الدفاع عندما يتم تداول شائعات سخيفة حول شخصيات بارزة مثل ميشيل أوباما, حيث ادعى بعض المتطرفين زورًا أنها في الأصل رجل. وكذلك عندما انتشرت شائعات مشابهة حول بريجيت ماكرون زوجة الرئيس الفرنسي، رأينا الإعلام يقف سريعًا للدفاع عنها.
ولكن في حالة البطلة إيمان خليف، لم يكتفِ هؤلاء فقط بترويج الاتهامات الباطلة، بل شجعوا على استبعادها من المنافسة.
لو كانت اللاعبة الإيطالية المنسحبة عربية، أو لو كان هناك رجل أوروبي يدعي أنه أنثى وشارك في تصفيات النساء، لما تحركت شفايف الإعلام الغربي بأي كلمة.
بل كانوا سيدافعون بشراسة عن “الحق في التعبير” و”حماية الحريات الفردية”. ولكن عندما تجرؤ عربية على التفوق في مجال يُعتقد أنه محجوز لآخرين، تصبح الحقائق قابلة للتلاعب والكذب.
ما حدث لإيمان خليف ليس مجرد حادثة رياضية, إنها جزء من سلسلة طويلة من المواقف التي تكشف العنصرية المخفية في قلوب كثيرين في الغرب.
تلك العنصرية التي ظهرت بوضوح في المجزرة التي حدثت في غزة وتمتد الآن إلى عالم الرياضة لتظهر في أشكال أخرى من التمييز القذر.
لهذا، نحن نقف اليوم بجانب إيمان خليف، ليس فقط كملاكمة جزائرية, بل كرمز للصمود في وجه العنصرية والإعلام المضلل.
إيمان، لم تكتفِ بالفوز في الحلبة، بل انتصرت أيضًا في معركة كشف النفاق الغربي، وتستحق منا كل الدعم والإشادة.