ما قل ودل

الحُروب والأزمات الكونيّة…كيف نقاوِمُ الاستِعبَاد والإذْلَالَ؟

شارك المقال

صدر منذ شهر للمفكر الفرنسي إدغار موران القَرني (تجاوز القرن من العُمر) كتاباً بعنوان: إذا كان منتصف ليل القرن: المقاومة الأولى والأساسية هي العقل.
” S’il est minuit dans le siècle: La première et fondamentale résistance est celle de l’esprit” وقد استوحى العنوان من كتاب معروف لفيكتور  سارج الصحفي الرّوسي Vitor Serge

قي مقدمة الكتاب الذي هو مجموعة مقالات وحوارات منشورة سابقاً- يعود إلى1939 منتصف القرن العشرين حين تم الاتفاق الألماني- السوفياتي على تقسيم بولندا، وكان ذلك في منتصف الليل.
وفي منتصف ليلنا في هذا القرن بالنسبة لإدغار موران حربان قائمتان، الحرب الروسية-الأوكرانية والحرب في فلسطين، وما تعانيه غزّة من مجازر، وزيادة العداوة بين القوى الثلاث (روسيا والصين والولايات المتحدّة الأمريكية).
ويعتبر أن من نتائج الحُروب والربح السّريع والأنانية تدهور بيئي وأخلاقي وبروز الأنانيّة وغياب التّضامن العالمي، وسيتشكل أواعٌ من الاستبداد يمتلك وسائل التحكم بالكومبيوتر، تسمى “الشّموليّة الجديدة”.
ويتحدّث هنا عن استغلال المعرفة العلمية في البحث عن الربح التّجاري وصناعة أسلحة فتّاكة، وهنا رؤية تشاؤمية لا يخفيها الفيلسوف إدغار موران أنّ نتجه نحو كوارث كبرى تكون القيم الأخلاقية هي الضحيّة الأولى، وتم جرنا نحو سباق محموم غير متكافئ، وبالتالي المقاومة الأولى والأساسية هي “العقل” لمجابهة “التّسمّم الجماعي”.
ومن نتائج استخدام العقل مقاومة “الكراهيّة” و “الازدراء” ونشر “قيم المحبّة والاخوة والتضامن” يقول: “نحن نتجه نحو كوارث محتملة، هل هذه هي الكارثة؟ هذه الكلمة تطردُ الشّر وتعطي صفاءً وهميًا، إنّ الأزمة المتعدّدة التي نشهدها في جميع أنحاء الكوكب هي أزمة أنثروبولوجية: إنها أزمة الإنسانية التي لا يمكن أن تصبح إنسانية.
إنّ الاتحاد، داخل كائناتنا، بين قوى إيروس وقوى العقل المستيْقظ والمسؤول هو الذي سيغذِّي مقاومتنا للاستعباد والإذلال والأكاذيب، الأنفاق ليست لا نهاية لها، والاحتمال غير مؤكّد، وما هو غير متوقع ممكن دائما”، ولكن نحن نسأل إدغار موران وغيره من المفكّرين الغربيين الأحرار: أليست “الإفريقية” أو “الآسيوية” كقيم إنسانيّة نبتت في بلدان عانت الاستعمار والاستعباد أن تكون نبيّاً جديداً ومُنقذاً مأمولاً؟.
Share on facebook
Facebook
Share on telegram
Telegram