لم يعد الكيان الصهيوني منبوذا فقط على الساحة السياسية العالمية من خلال النفور الدولي الذي بات ينخر جسد هذا السرطان الذي بات بعمر 78 سنة و شارف على أن يجتث من جذوره فحسب, بل و رغم اعتبار المنافسة مع من يمثل الصهاينة تعتبر خيانة في حد ذاتها اللّهم إلا بالنسبة للمطّبعين و المنبطحين, و رغم لجوء مسؤولو هذا السرطان الخبيث لفكرة تبييض صورته عقب الظلام السوداوي الذي شاب الكيان الغاصب بعد الجرب الجائرة على إخوتنا الغزاويين, إلا أن الرياضيين الأحرار عبر العالم باتوا يتسابقون في شطب دعوات الأندية الإسرائيلية للعب في صفوفها بحجة عدم المشاركة في المجازر التي يهرق فيها الدم الفلسطيني.
و لعل أبرز من ضرب بمغريات عرض كروي تلقاه من قبل نادي ماكابي حيفا الصهيوني هو اللاعب النرويجي “أوول سايتر”, الذي رغم تكالب مسؤولو النادي الصهيوني للظفر بخدماته إلا أنه أدار ظهره للعرض المغري, معتبرا أن من يمضي لفائدة أندية الكيان يعتبر شريكا في الجريمة التي يتعرض لها الغزاويين بدرجة كبيرة.
و لم يكتف ذات اللاعب الذي أبى إلا أن يكون بريئا من دم الأطفال الفلسطينيين, بل قام برفض الطلب الصهيوني بطريقة استعراضية ساخرة, حيث قام بتدوين رفضه عبر صفحاته على مختلف منصات التواصل الاجتماعي و لسان حاله يقول “أعيش البطالة و أستمتع بالاعتزال الكروي و لا أقبل يأموال تكاثرت و تضخمت تحت وطأة آهات أنين الثكالى و الأرامل و أجساد الشهداء”.
و يبدو من خلال التصرف النبيل لللاعب النرويجي “أوول سايتر” أنه لن يمر ممر الكرام مع الآلة الدعائية الصهيونية, حيث من المرّجح أن مشوار ذات اللاعب سوف يتم القضاء عليه إما بالمتابعات القضائية بحجة معاداة السامية, أو بالبحث عن سبب وضيع من أجل تعليق “أوول سايتر” حذاءه بطريقة مبّكرة.
و تتشابه قضية اللاعب النرويجي تماما مع ما فعله المحارب “يوسف عطال” الذي لم تتوان الآلة الدعائية الفرنسية من سحب البساط من تحت قدميه في بطولة “الليغ وان”, أين تكالب عليه الكبير و الصغير و السياسي و غير ذلك من أذناب ال”كي دورسي” في أولمبيك نيس بمجرد منشور ساند من خلاله إخوانه الفلسطينيين.
إذا فلم تكتف إسرائيل بإتقان لعبة الاستشراف الاستراتيجي فحسب على وزن ما فعلته بأجهزة الاتصال “بيجر” و “الوايكي”, بل باتت برفقة عملائها و أذنابها تحارب حتى الرياضيين تارة بطردهم من أنديتهم, و تارة بتسليط أقسى العقوبات الرياضية عليهم ليبقى ذنب الأحرار هو عدم الاعتراف بكل ما هو صهيوني..و لا يزال للحديث بقية..