هذه كلمتي في افتتاح التّظاهرة الدّوليّة شهر اللّغة العربيّة في الجزائر؛ احتفاءً باليوم العالميّ للتّرجمة بعنوان: (التّراث في كنف التّرجمة… تراثنا هويتنا) لصالح أكاديميّة للدّراسات العلميّة والتّفاعل الثّقافيّ.
أحيي كلّ الفاعلين والقائمين على هذا الفعل العلميّ الذي يتعلّق بالأخذ والعطاء، والتّبادل الثّقافيّ وأنّ التّرجمة بريد اللّغة، وهي عماد المثاقفة وتلاقيّ الحضارات؛ وإذ أحيي رئيسة أكاديميّة الوهراني (سعاد بسناسي) على هذا الإبداع (شهر التّرجمة) وإنّه لإبداع نوعيّ نروم منه حسن التّطوّر في الاهتمام بالتّرجمة والإفادة من اللّغات، ومن ذلك نخرج باقتراحات علميّة لصيانة تراثنا وهويتنا، مع حسن تطويره بما تُبدع فيه مؤسّساتنا العلميّة التي تعطي وتأخذ، وتتبادل المنافع. ولدينا تجربة ناجحة من تراثنا وأجدادنا الذين طوّروا العربيّة عندما تعلّموا اللّغات في ظرف وجيز، وأسّسوا (بيت الحكمة) ونشروا العربيّة لاستيعاب العلوم عن طريق التّرجمة، وأصبحت العربيّة من اللّغات العالميّة العالمة.
ومن مفاصل هذا الاحتفال:
1-الرّبط بين اليوم العالميّ للتّرجمة 30 سبتمبر، وهو احتفال واحتفاء دوليّ، وبين شهر اللّغة العربيّة إبداع جزائريّ.
– أهمّية نقل العلوم من اللّغات في تطوير اللّغة الأمّ (اللّغة العربيّة) والأثر الحضاريّ الذي أحدثه الأخذ والعطاء بين اللّغات والمثاقفة؛
– تفاعل العرب مع غيرهم عبر تلاقي الضّفتين، وحصل أن بَكَرَة العرب أصبحت ثورة البحار لدى الغرب؛
– تلاقي العربيّة مع اللّغات العالمة: الأثر والتّأثّر.
2- موضوع هذه التّظاهرة: التّراث في كنف التّرجمة… تراثنا هوّيتنا:
- التّراث وقيمته العلميّة؛
- التّراث فخرنا ومجدنا؛
- التّراث هوّيتنا وماضينا وحاضرنا ومستقبلنا؛
- تراثنا يحتاج إلى النّشر والتّشذيب والتّرجمة والرّقمنة، وإلى مسايرة واقع لغة شبابنا؛
- تراثنا يحتاج إلى أعمال التّحقيق والاستثمار في الذّكاء الاصطناعي/ OCR لملاحقة تطوّرات العصر، وتحقيق عالميّة اللّغة العربيّة، وأنّها لغة العالمين، ولغة الحضارة الإنسانيّة.
ولا بدّ من مسايرة مستجدّات تطوير التّراث بمعطيات الرّاهن، وإلّا سنبقى نعيش السّبهللة اللّغويّة.
3-تحقيق ضرورات الرّاهن؛
– إعداد المدوّنات والفهارس والمحتوى الرّقميّ في المجالاّت: المجالاّت الصّرفيّة+ النّحويّة+ المشكّل الآلي+ المدقّق اللّغويّ؛
-الفهرسة لتراثنا الكبير؛ حيث وُجِدُ ووضع آليّات تقنيّة للاستفادة من تراثنا المتناثر في المكتبات العالميّة، وفي زوايانا وحضراتنا ومكتباتنا، وعند الأفراد والعائلات.
4- نروم من هذه النّدوة ما يلي:
– الخروج باقتراحات عمليّة لحفظ تراثنا وهوّياتنا، واقتراح منهاجيّات آليّة في ترجمة تراثنا؛
– إيجاد مؤسّسة عربيّة تعمل على الفهرسة، وتبحث عن تمويل لتسهيل عمليّة التّرجمة الآليّة وهذا يتطلّب الخوادم الجبّارة Datacentr+ مع الماسحات الكبيرة Scanners التي تساعد المحقّقين على سرعة التّحقيق والتّرجمة؛
وأقترح أن تكون أكاديميّة الوهراني للدّراسات العلميّة والتّفاعل الثّقافيّ بقيادة المشروع الجبّار والمهمّ وعلى عاتقها ومتابعة المشروع باقتراحات عمليّة تقانيّة ونقل كلّ الانشغالات إلى أصحاب القرار؛ لأنّه عمل قومي يحلّ لنا كلّ ما له علاقة بمضايقاتها، ويعمل على عالميّتها، وتحقيق فعاليتها، وأنّها لغة الإسـﭙـرنتو ولغة العالمين، ولغة المستقبل، وهي لغتنا التي تعتزّ بها وبها نكون، ودونها لا نكون.
إنّ العربيّة ساكنة الرّوح، وهي بيضة الدّين الإسلاميّ، وثغر من ثغور الإسلام؛ وعن طريقها نُمَتَحَن ونُبتلى، وهي الآن في خطر. وعلينا حسن الدّفاع عن أدائها بمشاريع كبرى، ونُبادر بأفكار مستقبليّة ذات مردود ثقافيّ علميّ تكون في مستوى هذه اللّغة الجامعة، فَأَنْعِمْ بِهَا مِنْ لغة! والسّلام عليكم.