أجمع العديد من خبراء الجيوبوليتيك من خلال الحصة الإذاعية “الزاوية الكبيرة” التي يقدمها الإعلامي الزين شرفاوي و التي تبثها إذاعة “إفريقيا أف.أم” أن الوضعية التي يعيشها المغرب في الوقت الراهن تنذر بالخطر الكبير الذي يمر به هذا البلد نظير السياسة الدراكونية التي يستحكم بها نظام المخزن, و الذي حول المواطنين إلى أشباه مساجين, في حين يدير الملك محمد السادس ظهره لما يعانيه شعبه معتبرا المغرب مجّرد ملكية خاصة يتنافس من خلالها على التسّلق فوق ظهر المعذبون في الأرض من أجل مضاعفة ثروته كي يصبح أغنى عاهل بينما يزداد المغاربة يوما بعد يوم فقرا من بعد فقر.
و يرى هؤلاء الخبراء أن المغرب تحول إلى سجن كبير يبقى العيش فيه مستحيلا, و هو ما جعل الهروب منه أقصى حلم يمكن أن يسعى إلى تحقيقه أي مواطن تماما كما جرى خلال موجة الهجرة التي عرفتها بلدة الفنيدق باتجاه مدينة سبتة المحتلة, أين تعاملت قوات نظام المخزن بكل قساوة مع المغلوبين من أمرهم, الذين أصّروا على عدم بقائهم في بلد لا يتم فيه توزيع الثروة بالتساوي, بل تبقى تلك الثروة في يد الملك الذي يعاب عليه إدارة شؤون شعبه عن بعد و كأن الأمر لا يعنيه و أن البلد ليس بلده.
و أوضح الدكتور أحمد بن سعادة أن حالة المغرب في الوقت الراهن توحي بأن المستقبل سوداوي قاتم ينتظر هذا البلد, حيث يعتبره نتيجة تدهور القطاع الصحي و الاقتصادي يتذيل قائمة البلدان على الصعيد القاري, و هو ما أضحى الشعب المغلوب على أمره يدفع فاتورة هذا التدهور إضافة إلى طريقة تسيير نظام المخزن التي أضحت أكثر من كارثية, أين أصبح حسب نفس المصدر المغرب بمثابة قنبلة اجتماعية يتوقع انفجارها في أي وقت.
و من جانب آخر يرى صحفي جريدة “لوسوار دالجيري” السيد طارق حفيظ أن هّم المغاربة حاليا أضحى تحقيق الهروب نحو الضفة الأخرى, و التي يعتبرها بالمناسبة خطوة ينتهجها المخزن من أجل ابتزاز الدول الأوروربية, حيث يسعى لتخويفهم و الضغط عليهم من أجل الحفاظ على مصالح النظام المخزني.
و يبدو أن المواطنين المغاربة يكونون قد ضاقوا ذرعا ليس فقط من سياسة التوزيع غير العادل للثروة, بل بات التطبيع أيضا بمثابة عار يلاحق المغاربة داخل ديارهم فما بالك بالخارج, أين أضحى المغربي يتهم بالعمالة للكيان الصهيوني و المشاركة في إهراق الدم الفلسطيني من خلال سياسة السكوت المفضوح عن الجرائم الصهيونية, و كذا إعانة الجيش الصهيوني تحت الطاولة من خلال تأمين سفنه الحربية بالمؤن خلال توقفها في الموانئ المغربية, و هو ما يعتبر خيانة للقضية الفلسطينية من الدرجة الأولى.