ما قل ودل

نحو تعليق جائزة جونكور عن حوريس…داود و ماكرون يوّرطان غاييمار

شارك المقال

يطالب العدبد من المثقفين الفرنسيين و كذا نظرائهم الجزائريين و آخرين من جنسيات متعددة بالسحب الفوري لجائزة جونكور التي منحت غصبا للكاتب الصحفي كمال داود عن مؤلفه “حوريس”, الذي تغنى من خلاله بقصة تعود لزمن العشرية الحمراء في الجزائر, حيث قال عنه كاتب العمود السابق في جريدة “يومية وهران” أنه ينجلي عن قصة محبوكة من خيال ذات الكاتب.

و رغم اللغط الذي شاب نيل كمال داود للجائزة إلا أن ذات اللغط امتزج بالسرقة الأدبية, حيث ظهرت صاحبة القصة إلى العلن و التي ليست سوى ضحية من ضحايا الإرهاب الذي سرق كل أفراد عائلتها ذبحا باستثنائها, و التي أضحت عقب هاته المأساة إحدى المرتادات على العيادة النفسية لزوجة كمال داود, التي لم تراع قسم “إيبوقراط” و راحت تعرض سيناريو معاناة المدعوة “عربان سعادة” لتنقله حرفيا لزوجها الذي يبدو أنه عجز خياله عن حبك قصة يجني من ورائها الأموال ليجد مأساة يقف أمامها كمصاص دماء.

و لم يقتصر هذا المكر الأدبي عن هذا الحد, بل تحول إلى قصة باتت هي نفسها تسيل الكثير من الحبر بعد أن أسالت لعاب الزامبي “داود”, فرغم اعتراض بطلة القصة عن استغلال مأساتها لكي يجني غيرها أموال طائلة, و رغم انحراف ذات القصة عن الجانب الأدبي , و في جين تم إزاحتها حسب آخر التسريبات من مترشحي جائزة جونكور التي تصدرها دار النشر “غاييمار”, يبدو أن ترشيحها مجددا لذات الجائزة جاء من أعلى هرم “الكيدورصي”, حيث تدخل الرئيس ماكرون شخصيا لأجل تمجيد هذه السرقة الأدبية.

و يبدو أن هذا السيناريو قوبل بفضيحة بدأت تفوح روائها إعلاميا في فرنسا حتى أن دار النشر “غاييمار” سوف تدفع الثمن ليس فقط من وراء انجرارها للأوامر الفوقية, بل حتى للقصة نفسها التي تنبثق من مأساة حقيقية, في حين أن التتويج ينبغي أن يكون من عمل خيالي حسب معايير الجائزة و هو ما تحيد عنه قصة “حوريس”.

و على غرار هذه الفضيحة التي ضّجت بها الساحة الأدبية الفرنسية, باتت قصة حوريس التي ظهرت صاحبتها للعلن تطالب بسحب الجائزة و حجب القصة, مع رد الاعتبار لشخصها و معاقبة المتسببين لكل من ساهم في تأليفها و مساعدة داود في تدوينها و نشرها.

و على وزن “لن يضيع حق وراءه طالب” يبدو أن قصة “حوريس” لن ترضى لنفسها الاصطفاف في رفوف المكتبات فحسب, بل ستكون أرقاما لقضايا في سجل أروقة العدالة التي ستّجر من سّرب سيناريو الضحية كنوع من كشف السّر المهني من عيادة طبية, و من تلاعب بمشاعرها الضحية من خلال اعتبار ذات القصة من محض الخيال, و من كان له الصلاحية في الضغط على دار النشر “غاييمار” من أجل تتويج “حوريس” بجائزة المكر السيئ الذي لن يحيق إلا بأهله.

Share on facebook
Facebook
Share on telegram
Telegram