الحديث عن غالية معسكر و ما تعيشه من مآسي على الصعيد التنظيمي الذي انعكس سلبا على نتائج الفريق الكروية حتما سيقودنا إلى أيام الأسطورة لخضر بلومي و من هم على شاكلته, الذين دونوا اسم الغالي بأحرف من ذهب في سجل أرشيف الكرة الجزائرية, و الحديث على هذا الإنجاز الضخم لا يمر ممّر الكرام إلا و ذكر بجانبه بن عومر برحال الذي يعتبر مهندس حصول الغالية على درع البطولة الوطنية خلال موسم 1984 أمام أعتى الأندية الجزائرية حينها, أين انحنت شبيبة القبائل صاغرة أمام قوة و إصرار الغالية التي صنعت لنفسها تاريخا لا يزال يذكر لحد الساعة, لكن يبدو أن معطيات اليوم ليست هي معطيات الأمس فكل شيئ في هذا النادي يسير عكس عقارب الساعة, فالفريق الذي كان يحقق النجاحات داخل و خارج ميدانه أضحى يهان تحت زخم النتائج الثقيلة و أمام جمهوره و هو ما جعلنا نتقرب من السيد بن عومر برحال لمساءلته عن أسباب هاته الإخفاقات بحكم معرفته بخبايا الفريق المعسكري, و في نفس الوقت ارتأينا مجالسة المعني أيضا حول أوضاع الكرة الجزائرية و ما يجري في أعلى هرمها باعتباره قضى أربع عهدات في الإتحادية الجزائرية لكرة القدم منها فترة ترأس من خلالها الفاف و عن هاته الأمور و أمور أخرى تمخض هذا الحوار…
باعتارك ترأست غالية معسكر لمدة إثني عشر سنة هل بإمكانك تفسير ما يجري للفريق من مهازل في الوقت الراهن مقارنة بعهدكم الذي كان فيه الغالي في العلالي ؟
لا يخفى على الجميع أنه في زمننا لم نكن نملك الإمكانات المادية التي تتمتع بها معظم الأندية اليوم و الفرق بيننا اليوم و بين أغلبية من يسيرون الأندية حاليا أننا أتينا عن حب للتسيير الكروي و لم تهمنا المناصب و ما يأتي من ورائها من علاقات مع المسؤولين من أجل قضاء المآرب الشخصية, و في رأيي أن هذا هو السبب لتراجع مستوى الفرق الكروية ضف إلى ذلك أن الأوضاع الأمنية المتردية التي مرت بها بلادنا خلال العشرية الحمراء جعلت كل من هب و دب يدخل إلى عالم الرياضة و ذاك هو السبب الرئيسي الذي جعل الكرة الجزائرية و الرياضة بصفة عامة يتراجع مستواها بشكل رهيب.
ما هو تعليقك على الإجراءات الردعية التي تقوم بها الدولة اتجاه الفساد الرياضي في الوقت الراهن ؟
أنا اعتبر المبادرة جد حسنة فبعدما تم ترتيب البيت من الجانب الأمني بدأت الدولة في الضرب بيد من حديد من أجل رد الاعتبار للكرة الجزائرية من أجل إيقاف سياسة البقرة الحلوب, و حاليا يجب ترك الأمور تأخذ مجراها فالكلمة الأولى و الأخيرة تبقى للعدالة الجزائرية.
لأول مرة شاهدنا رئيس شاب على رأس الفاف و يتعلق الأمر بوليد صادي الذي ارتقى لمنصب وزير الرياضة بعدها, فما تعليقكم لهذا المرتقى الذي وصل إليه التسيير الكروي في بلادنا ؟
نحن كمسريين سابقين نبارك لوليد صادي استوزاره على القطاع الرياضي أولا, و نعرض من خلال منبركم الإعلامي خدماتنا لمساعدته في إعطاء خبرتنا في مجال التسيير الكروي, علما أنه بدأ منذ حمله الحقيبة الوزارية بعملية تنظيف و تنظيم على مستوى القطاع و نتمنى له التوفيق.
نحن حاليا نعيش سياسة تقاذف التهم ما بين اللاعبين القدامى خصوصا ما تعلق بالتخوين في خدمة القضية الوطنية خلال حرب التحرير فما تعليقك ؟
أنت تقصد من خلال كلامك دونما شك ما جرى من طعن محمد معوش في حق الماحي خنان الذي اتهمه بعدم تلبية نداء الواجب الوطني خلال حرب التحرير المباركة , و أنا بالمناسبة أعيب على معوش إثارته هذه الضغائن في الوقت الحالي خصوصا بعد سنوات عديدة من الاستقلال فأنا عن نفسي أعرف أن الماحي خنان لعب لفائدة النخبة الوطنية و أدى ما عليه من تبليل القميص لفائدة بلده الجزائر و يجب تفادي الطعن في أشخاص و نترك الأمور الغيبية في يد المولى سبحانه.
نعود لغالي معسكر لقد شاهدنا أنك متألم للنتائج الكارثية التي بات يحصدها الفريق مؤخرا, فهل الأمر يتعلق بضعف في التسيير ؟
و الله إنني أتألم بالفعل و أذرف الدموع عندما أرى محبوبتي الغالية تسقط بسداسية نظيفة, و الأمر لا أعيب من خلاله التسيير بل المقربين من الفريق الذين يرفضون التوحد و يتسابقون في خلق الفتن و التكتلات فهذا هو عدو الغالية رقم واحد, أين أضحت تتآكل من الذاخل و بالمناسبة لا تزال الكرة في ميدان محبي الغالية الحقيقيين الذين عليهم لم الشمل من أجل إعادة أمجاد الغالية من جديد.
باعتبارك ترأست الفاف سابقا ما رأيك في الحلول التي يجب انتهاجها لأجل أن تعود كرة القدم الجزائرية إلى سابق عهدها, أين كان العمود الفقري للفريق الوطني من نخبة الكرة المحلية ؟
لعلمك أن الكرة الحالية مريضة و من أجل شفائها يجب اتخاذ قرارات قطرة بقطرة, فالمرض يأتي بالقناطير و الشفاء يأتي بصفة متأنية مثلما يقال فحاليا يجب المضي بكل سلاسة حتى نصل للنتائج الإيجابية, فلا يخفى للجميع أن الفساد الرياضي حال دون الوصول إلى النتائج المرجوة فأغلبية من يسيرون النوادي الكروية حاليا قدموا لقضاء مآربهم و تخلوا عن المهام المنوطة بهم فيما يتعلق بالتسيير الكروي خصوصا ما تعلق بالفئات الصغرى و هي عماد الكرة الجزائرية.
كلمة أخيرة
أقولها من منبركم أن التسيير الكروي جعلني معروف على الساحة الوطنية و بفضل تجربتي في عالم الرياضة فتحت لي الأبواب حتى على الصعيد السياسي فارتقيت في المناصب حتى أصبحت عضوا في مجلس الأمة, و من منبركم أيضا لا زلت أعرض خدماتي لإيجاد الحلول للكرة الجزائرية و بصفة مجانية فمثلما أعطتني الرياضة خلال مسيرتي حان الوقت لرد الدين الذي اعتبره في رقبتي إلى يوم الدين.