ما قل ودل

شَتويّة السُّرور في زيارة أهْل القُصُور

شارك المقال

رفقة الزميل والاخ الاعلامي – المرشد السياحي بوحامدي عبدالكريم كانت رحلتي نحو بعض قصور ومدن الجنوب الغربي، وهي رحلة كنت أتمناها منذ سنوات، وأشارك هذا الحلم زملائي عبدالقادر بوعرفة وهو من أفاضل أهل القصور بعين الصفراء والعربي دعاس من بسكرة وعمر الزاوي من وهران، وكانت للأسف دونهم ولنا موعد آخر بحول الله، ولقد منّ الله عليّ بنعمة الوقت بعد الفكاك من الأسْر.

بداية الرحلة حضور عرس بالخيثر لابننا بخليفة بوزيد ، كان اللقاء بالأهل والأحباب، عرس حضر فيها رقصة العلاوي ورقصة الصّف الشهيرة بالبندير والتصفيق، وقبلها بدأنا الزيارة بالدعاء وقراءة الفاتحة عند ضريح جدّنا الولي الشيخ سيدي خليفة أحمد بن امحمد لشبور بن عيسى بوقصيبة (جده مدفون جنب الثكنة العسكرية الجهة الجنوبية للخيثر)، والحديث عنه ما وصلنا ماكتبه فقط النسابة كحشلاف وما رواه صاحب كتاب (المرآة الجليّة) للجيلالي بن عبدالحكم، وغالب المرويات هي من الذاكرة الشعبية، فهو تلميذ وخليفة الشيخ عبدالقادر بن محمد بن بوسماحة والشيخ يحي بن صفية، وطريقته شيخية-شاذلية، ولها نسبة أيضا للقادرية.

و أود هنا بالمناسبة ان أشير إلى أن أكبر تحدي أمام المؤرخين والنسّابين ومدوني المناقب وهواة التاريخ المحلي في ترميم ذاكرتنا التي يخضر فيها المخيال الشعبي أكثر من المكتوب خصوصا في البوادي التي ظهر بها الصلحاء والأولياء، وإن شطط البعض في رواية كل خيال جانح ومبالغ فيها وعدم قراءة السردية الشعبية الصوفية في سياقها الزمني والاجتماعي تجعل هولاء لا يختلفون عن من وصلتنا رواياتهم وأقاصيصهم المحبوكة إما من أجل الانتصار الرمزي على القبائل المعادية أو مجابهة الأمراض والأوبئة أو اللصوصية التي عرفتها مجتمعاتنا ابتداء من القرن الثاني عشرميلادي ، وصاحب ذلك الهجوم الإسباني والسيطرة التركية والاستعمار الفرنسي .

يمكن أن يكون الشعر الشعبي والأمثال المحفوظة وثيقة تاريخية بحذر أيضا، وإن لم نستطع إعادة كتابة تاريخ وتراجم هؤلاء فهي مادة ثرية دسمة للأنثربولوجيين وعلماء الاجتماع واللسانيين ومؤرخي الفرق والأديان.

التركيبة القبلية والإثنية والاجتماعية نقرأها من خلال سرديات الصلحاء وقصص الحب والحرب والفن والشعر .

إن الجنوب الغربي مثل مناطق الجزائر الأخرى مبهر في جماله الطبيعي وتنوع سكانه وتعدد جغرافيته السياحية، وسأقف عند بعضها ويمتزج في فقراتي المتخيل الشعبي بالمروي المكتوب في فهم بنية القداسة للمكان والأسماء والأشياء واستمرارها في وجداننا الى اليوم .

سيكون الحديث عن محمد بن يوسف الراشدي الملياني الذي نسينا وغفلنا إحياء ذكراه الخماسية القرنية وهو الذي تفرعت من مشربه ينابيع الشاذلية وكان له الأتباع في بلدان المغارب والساحل الإفريقي ، وعن لالة صفيّة بنت سليمان بوسمحة، والشيخ عبدالقادر البوسماحي ، وعن تيوت وورقة وحمامها والنعامة والخيثر.

Share on facebook
Facebook
Share on telegram
Telegram