ما قل ودل

سلوا تخبركم عنا فرنسا ويصدق إن حكت منها المقال…فكم لي فيهم من يوم به افتخر الزمان ولا يزال

شارك المقال

عند الحديث عن بشاعة الاستعمار في مختلف المقاييس الجامعية نجد أن مختلف الأجوبة الأكاديمية على أوراق الطلبة في مختلف جامعات العالم تشير إلى ما قامت به فرنسا من فقر و تجهيل و كذا استعباد للشعوب التي غزت أراضيها بغير وجه حق خصوصا في القارة السمراء و كذا مختلف أصقاع المحيط الهادي, أين حولت الحياة الهادئة إلى جحيم لن يغفره أهله للفرنسيين إلى يوم الدين.

و أقول قولي هذا خلال هذه الافتتاحية و أنا أتعجب من كلام العهر الإعلامي الذي يوجه من خلاله أبناء العاهرة فرنسا أصابع الاتهام نحو الجزائر التي تسعى لتأديب ذهنية أحد الأشخاص الذي خرج عن العرف التاريخي و الجغرافي دون الحديث عن الوازع الديني, و في حين أن الأمر شأن داخلي تناست فرنسا الوضع الراهن و اعتقد معتوهها ماكرون أن سنوات الإستعمار لا تزال قائمة و لبس عباءة الآمر الناهي التي سرعان ما تمزقت فوق جسده الهزيل و انقلبت إلى حالة الذل و الهوان فانتقل الماكر ماكرون من الاستعطاف تارة إلى ما نشاهده من هجوم غير بريء من صحافة العار.

و ما يندى له الجبين في حالة الحرب الباردة التي تجمعنا بمعية المستعمر القديم هو استفاقة فلول أسلاف الحركة بعد سبات منذ خمسينيات و بداية ستينيات القرن الماضي, أين أصبحنا نشاهد في البلاطوهات أنه عوض أن يتكلم الفرنسي ليدافع عن سياسة بلده نشاهد للأسف من تنصلوا من جزائريتهم و راحوا يمّجدون الطرح الفرنسي ضد مصالح البلد الذي ترعرعوا فيه و نالوا مختلف الإمتيازات في مختلف فترات حياتهم.

ففرنسا من خلال تبنيها أطروحة حقوق الإنسان نسيت ما قامت به في عهدها القريب من خلال معاملتها اللاإنسانية مع بني البشر, أين كانت تصنف الإنسان الذي تريد الإحتفاء به حاليا لدرجات…عفوا دركات فتارة أطلقت اسم الأنديجان على الأهالي أو البيكو أو الأبوريجين ما وراء البحار, حتى سمح أسلاف ماكرون لأنفسهم على حشد أبناء المستعمرات و عوائلهم في أقفاص و التفرج عليهم في حدائق الحيوان…حاشا و لله…باعتبارهم من السلالات التي تفّرع منها بني البشر الذين يتفاخر الفرنسيون حسب زعمهم بحمل جيناتهم.

نعم يا سيدات و يا سادة هذه هي فرنسا التي تريد التشّدق و لا تريد التطور لأي كان من الأمم التي سبق و أن عاثت فوق أراضيها فسادا, و يبدو أن فرنسا من خلال أفعالها الدنيئة في الوقت الراهن اتجاه كل ما هو جزائري تريد أن تمحو التاريخ حين كان شعبها يئن تحت وطأة الفقر, حيث لولا الجزائر و قمحها لكانت فرنسا ضمن الأمم الغابرة, فما يجب أن يعلمه أبناؤنا أن سفراء فرنسا على وزن “دريانكوريهم” كان يطرح بهم في عرض البحر من فم المدافع الجزائرية في حالة تطاولهم على الجزائر…فحق صدق شاعر الجزائر و أميرها حين قال صادحا ذات مرة من خلال ديوانه الشهير “سلوا تخبركم عنا فرنسا ويصدق إن حكت منها المقال…فكم لي فيهم من يوم به افتخر الزمان ولا يزال”.

Share on facebook
Facebook
Share on telegram
Telegram