ما قل ودل

ولد مخلوفي و والد بلماضي…رحل المرحومين و بقي الأثر

المرحوم ولد مخلوفي

شارك المقال

انقضى الأسبوع الحالي و عرف انتهاء المشوار الحياتي لكل من نائب بطل العالم في الملاكمة الجزائري عبد القادر ولد مخلوفي المنتسب لمدينة بوفاريك, و الشخصية الثانية التي انتقلت هي الأخرى لدنيا البقاء هو والد المدرب السابق للنخبة الوطنية لكرة القدم جمال بلماضي.

فالحديث خلال هذا العمود اليومي هو ليس ما خلفاه الرجلان من خلال رحلتهما الحياتية التي حاربا من خلالها بطبيعة الحال فترات الإخفاق و تربعا أيضا من خلالها على فترات النجاح بمختلف الأصعدة بقدر ما يجّرنا الحديث عن حب كلا الرجلين لبلدهما الجزائر حتى النخاع.

قوالد السي بلماضي المرحوم الحاج محمد يعتبر تأثيره في جعل ولده جمال يلعب لفائدة الفريق الوطني و ذرفه الدموع في أول مقابلة لإبنه بملعب خمسة جويلية أمام ناميبيا حينها, جعلت الرجل مفخرة كل الجزائريين خصوصا طبقة المهاجرين التي تعبت و ربت رجال من طينة السي جمال الذي رفض تقمص ألوان الديكة حينها رغم شتى الإغراءات.

فالجميع لا يزال يذكر كلمات الرجل حين قال بأنه بمجرد رؤية ابنه و هو يداعب الكرة مع المنتخب الوطني ما هو إلا أغلى حلم لا يوازيه إلا الشهادة في سبيل إعلاء الراية الوطنية…و هذا أقصى ما يتمناه أي والد فخرا بولده تماما كما فعل الأب بلماضي فخرا ببلماضي الإبن.

أما المثال الثاني فهو نائب بطل العالم في الفن النبيل عبد القادر ولد مخلوفي, الذي وافته المنية أول أمس حين قال و هو على فراش المرض أن الجزائر كنز ينبغي الحفاظ عليه من عيون الحساد الذين يضمرون الشر لبلادنا التي اعتبرها خيرة البلدان.

و هنا تحضرني المقارنة التي لا مجال للمقارنة من خلالها بين هؤلاء الشرفاء من طينة المرحومين الحاج عبد القادر ولد مخلوفي و الحاج بلماضي, و بين من ينهق من المؤثرين من وراء البحار و الذين يتفننون في ضرب الشيتة لأسيادهم ضد مصالح بلدهم,  فحقا رحم الله عبدا عرف قدر نفسه و أحب بلده و لا عزاء في من يضمر الشر للجزائر…و الحديث قياس.

 

صورة تذكارية للأب و الإبن بلماضي
Share on facebook
Facebook
Share on telegram
Telegram