
الشيخ أحمد بن يوسف الدامودي المريني الهواري الراشدي الملياني (ت 1524م) نفخ الروح في تعاليم وتراث شيخه أحمد زروق البرنسي، وتمكنت الشاذلية من الانتشار وأصبح شيوخ شيخه تلاميذه ومنهم الملقب ب(الحية السوداء) الزيتوني من فاس.
تأسست جماعات وطوائف تنتسب إلى اليوسفية أو الراشدية ومنهم العكاكزة والبضاوضة والزكارة في المغرب الأقصى، وكانت القوافل تأتي لضريحه سنويا من هناك لتجديد الولاء والعهد، ونال أتباعه وأحفاده حظوة والسلطة في العهد التركي واستمر بعضهم إلى الزمن الكونيالي ، وهو تحالف تركي- صوفي أعطى للتنظيمات الصوفية وجودا اجتماعيا وهيمنة منذ أكثر من خمسة قرون.
في هذا اللقاء – بحول الله- لن ندخل في تفاصيل ثرية بالذاكرة الشعبية، أو نحاول قراءة الفراغات في حياة بن يوسف الراشدي الملياني ولكننا سنتاول ما له علاقة بالتأسيسات الإجتماعية الأولى للزوايا وتحليل البنية الذهنية المرتبطة بذلك.
تفضل سي الناصر رئيس نادي البيان مع ثلة من الأحباب بعد أن أشرت عليه البحث وتحديد (راس الماء) بشمال معسكر التي كانت محطة للركب الحجي وخلوة الإذن للشيخ بن يوسف وزاويته الأولى قبل أن تنتقل هذه المدرسة العلمية والتربوية إلى القلعة ثم يلل ثم نواحي مازونة.
الحمد لله تحققت الرغبة في الاحتفاء بذكرى شخصية جزائرية في معسكر وكان الأولى أن تحتفي مؤسسات رسمية بذلك، فابن يوسف عالم وصوفي نال الجوهرة في السلاسل الذهبية العرفانية والعلمية ، وكل من مائدته ذاق (الدرقاوية والطيبية والناصرية) بالمغرب الأقصى (الكرزازية والقندوسية والشيخية ) ثم (الهبرية والبوعبدلية والعدوية (الشبخ عدة بن غلام الله) والعلوية، والسنوسية والرحمانية) والقادرية في بعض سلاسلها تنتسب إليه أيضا في الجزائر.
ثم كانت التيجانية العالمية، هكذا يمكن القول أن شخصيتين جزائريتين أثرت على التفكير الصوفي والممارسة الصوفية والزوايا في شمال إفريقيا وبلدان إفريقيا والعالم الإسلامي (وهما بن يوسف الملياني والشيخ أحمد التيجاني )، أما قبلهما فبومدين الغوث والثعالبي والمغيلي.