ما قل ودل

هل يحّس سكان غرينلاند بما يحّسه الصحراويون

شارك المقال

تتوالى السنون و تدور الدوائر و يسقى كل ساق بما سقى كما يقول المثل, و أقول هذه العبارة موازاة مع موقف المجتمع العالمي بما يجري أو سيجري في الأيام اللواحق عندما ينّفذ ترامب تهديده ووعيده بضم غريلاند عن بكرة أبيها لسيطرة تركة حكم العّم سام.

فماذا سيكون رّد فعل سكان هذه الجزيرة أو أوصياءهم الدانماركيين, و ماذا سيكون رّد الأمم المتحدة التي لا تزال لم تقطع دابر تقرير مصير الصحراويين من عدمه في أرض يتملكها غيرهم على الطريقة الترامبية.

فعلا ما يحّسه الغريلانديون سبق له و أن أحّس به الصحراويون خلال المسيرة السوداء المشؤومة, التي اغتصب فيها نظام المخزن بأوامر فوقية حينها أرض لم تكن أبدا أرضه لا تاريخيا و لا جغرافيا.

فكعادة من يحّدوننا غربا يتركون دوما حتى تضع الحروب أوزارها و تبدأ الثكالى في رثاء أزواجهم و أبنائهم و في بعض الأحيان حتى بناتهم الذين قضوا مثلما يقضي الرجال في أرض المعارك و قبل أن تبرد دماء الشهداء في قبورهم, ينقض المخازنية على طريقة الضباع التي تريد أن تنفرد بالأسود الجريحة بعد معارك كرامة ضارية.

فحقا ما يحس به الغريلانديون اليوم إثر التهديد المباشر و الواضح لدونالد ترامب يشابه تماما ما أحسه الصحراويون ذات السادس من نوفمبر من سنة 1975, أين سيبقى ذات التاريخ وصمة عار على المجتمع الدولي الذي لم يتدخل لنجدة شعب قدم الغالي و النفيس لتحرير نفسه من الاحتلال الإسباني ليأتي عملاء المخزن و يجدون هذه الرقعة الجغرافية لفمة سائغة على طريقة الضباع الجائعة.

فإذا كان أحرار العالم و في مقدمتهم الجزائر فيما مضى و لا يزالون يطالبون بتصفية قضية الصحراء الغربية معتبرين إياها آخر بؤرة للإستعمار التوسعي في العصر الحديث, فماذا سيكون رّد فعل المجتمع الدولي و هو يرى أرضا جديدة تستباح في وضح النهار.

و كسؤال بريئ بعيدا عن ميدان التموقع الجيوبوليتيكي الحالي, ما هو رّد المغاربة على حال مدينتي سبتة و مليلية اللتان استبيحتا منه منذ زمن كريستوفر كولمبوس و أمريكو فسبوتشي, و لماذا يتشجع  المغرب دوما على التوسع جنوبا متناسيا ما سلب منه شمالا…تلك هي أحجية هذا الصباح….صباح الجميع مبارك.

Share on facebook
Facebook
Share on telegram
Telegram