ما قل ودل

فواتيرنا لن تسقط بالتقادم…إما تسديد ديونك يا فرنسا أو TERMINUS

شارك المقال

تعلمنا و نحن صغارا في فصل التاريخ الذي يروي كفاح الشعب الجزائري و يزّكي الذاكرة الوطنية أننا مدينون لفرنسا بما أصبحت عليه  الآن, و بات لزاما عليها أن ترّد ديونها اتجاه حكومة و شعب مّد يد العون لها لتجنيبها مجاعة كانت سوف تقضي على أسلاف ماكرون منذ قرنين من الزمان.

و جالت في ذهني هذه الخاطرة اليوم و أنا أرتشف كوب القهوة بعد أن تمّعنت في ردود بعض الأبواق الإعلامية الفرنسية في بلاطوهات العار, أين بات همهم الوحيد التهديد بمنع التأشيرة و كذا المطالبة بديون افتراضية لدى المستشفيات الفرنسية.

و هنا تفّجرت في إحدى مخازن الذاكرة لدي بأن فرنسا لحد كتابة هاته الأسطر لا تزال لم تسّدد قرض رهيب بدون فائدة اقترضته من الجزائر, ناهيك عن حمولة أرهب من القمح الجزائري غير الهجين- تحتها سطرين من فضلكم-, و لهذا وجب كما يقول المثل تسديد الفواتير قبل التعنتر الزائف من قبل أشباه السياسيين الذين باتوا أروقوزات في أيدي اليمين المتطرف.

فإذا كانت فرنسا قد استغلت طيبة الشعب الجزائري و سذاجة حكومة داياتها في تلك الفترة, و عوض أن تسّدد ديونها قامت بمباغثة الجزائر و احتلالها و تجهيل أهلها و تفقيرهم و تعريتهم فبات لزاما عليها رّد ديونها اتجاه الجزائر.

ووجب على القانونيين بالتعاون مع المؤرخين و الخبراء الماليين فتح ملفات ديون الجزائر اتجاه فرنسا بدءا بخزينة الداي الحسين التي قال عنها المؤرخ محمد بلغيث أن نقلها من مكان لآخر في تلك الفترة كان يتطلب ستة أشهر لحجم و ضخامة النفائس و سبائك الذهب التي كانت تحويها.

و الحديث عن ديوننا اتجاه فرنسا ينبغي وزنه بمثقال برج إيفل الذي يتقوى بحديد الجزائر, يعني أن أحد عجائب الدنيا السبعة لم تكن لتكون لولا معدن بلادنا “MADE IN ALGERIA”.

و إثارة قضية الديون تجّر الاعتداء على الإرث الثقافي الجزائري و أيضا تحوير الأسماء و المسميات, و ما شابه ذلك على مقاس هّلم جّرا, لذا ينبغي إثارة هذه القضية بالذات في الوقت الراهن أمام المحاكم الدولية لإسكات تلك السياسية المعتوهة و من هم على شاكلتها, حيث طالبت في إحدى الحصص التلفزيوية بديون الافتراضية للمرضى الجزائريين في مستشفياتهم أو كما قالت بلغتهم الرّكة “TERMINUS” مع الجزائر, و نحن نقول لها من منبرنا إما تسديد ديونكم أو “TERMINUS” أوس إثنان أو أربعة…جمعة مباركة للجميع.

تم إنشاؤه بالحديد المسروق من الجزائر…الصدأ يهّدد برج إيفل بالسقوط

Share on facebook
Facebook
Share on telegram
Telegram