يجيب: “إنها استبسالُ جيران يتقاتَلون، ومنافسة بين فرنسا وإنجلترا، وبين فرنسا والنّمسا، وحرب عصبة أوغسبورغ، وحرب الخلافة في إسبانيا، إنّها حرب عامّة، (طبعاً يتحدّث عن أزمنة سابقة ولكن روحها مازالت مستمرّة) …
لا تؤدّي الاتفاقات بتاتاً إلا إلى مُهادنات قصيرة، وليس السّلام إلا حنيناً، والشّعوب مُتعبة، والحرب تتواصل، وعند كل ربيع تتأهب الجيوش للمعركة ويستشهد بالفيلسوف الألماني ليبنتز الذي قال: “من غير الممكن منع الأوروبيين من التّقاتل، وأقترح بأن يوجّهوا غضبهم الحَربي نحو الخارج”، وأخذوا بنصيحته واستعمروا العالم ووزّعوا خيراته بينهم.
ما هي أوروبا؟
يواصل المؤرخ بول هازار: “إنّها شكل متناقض، دقيق وغامض في الوقت عينه، إنها تشابك الحواجِز، وأمام كلّ حاجز أناسٌ، مهنتهم طلب جوازات السّفر، وإلزام الضّرائب، وهي كلّها عقبات في وجه الاتصالات الأخوية، وكل شبر قد أخذ وسُوِّر، “لقد دخلت العالم متأخرا جدّاً، حتى أجِد فيه بصعوبة شِبراً من الأرض لكي أقيم فيه لنفسي بيتاً أو قبراً”.
ويختم: إنّ أوروبّا هي أرض النّزاعات والغيرة والحسد والمرارة والخشونة، ولكنها تبقى أرض الفكر والإبداع الخصب والثورات الكبرى التي نقلت الإنسان الأوربي من عصر الظّلام إلى النّهضة والتّقدم.