ما قل ودل

البنية السردية وتأويلاتها عند الدكتورة سعاد بسناسي…من خلال كتابها (المضمر في الملفوظات السّرديّة)

شارك المقال

قراءة النّاقد الجزائريّ البروفيسور عبد القادر فيدوح
الجزء الأول

تشرف أكاديميّة الوهرانيّ للدّراسات العلميّة والتّفاعل الثّقافيّ على تنظيم سلسلة ندوات (كاتب وكتاب) ضمن سلسلة البرامج المستجدّة لسنة 2025 وتمّ عقد ندوتين في ذات السّياق، واختصّت النّدوة الثّالثة بقراءة كتاب (المضمر في الملفوظات السّرديّة) لمؤلّفته البروفيسور سعاد بسناسي.

وكانت قراءة الكتاب من طرف ثلاثة أساتذة مختصّين في المجال ولهم باع في مجال الإبداع والأدب والنّقد واللّغة. والهدف من هذه النّدوات الاطّلاع الواسع على الإصدارات للتعريف بها ومعرفة مدى تحقيقها لأهدافها ولنتائج من شأنها إفادة البحثة والمهتمين وكذلك تقييم وتقويم هذه المشاريع.

وكانت القراءة الأولى من طرف النّاقد الجزائريّ الألمعيّ المتخصّص في المجال النّقديّ والدّراٍسات السّيميائيّة البروفيسور عبد القادر فيدوح وهو الذي درّ مايفوق ثلاثين سنة في جامعات الخليج وله مؤلّفات عديدة في مختلف المواضيع وافتتح مناقشته بتقديم خالص الشكر والتقدير للجهة المنظمة على جهودها القيّمة في الاحتفاء بالمنجز الفكري والإبداعي، وتقديرًا لمقام الدكتورة سعاد بسناسي، التي أغنت المشهد الأدبي والعلمي بإصدارها الجديد حول الملفوظات السردية.

ويرى البروفيسور عبد القادر فيدوح أنّ هذا العمل الذي يعكس رؤية متعمقة في بنية السرد وأبعاده الدلالية والجمالية، مقدّمًا إسهامًا معرفيًا مهمًا يسهم في توسيع آفاق البحث والنقد في هذا المجال. كما أن هذا التكريم يعكس دعمًا للمبدعين والمفكرين الذين يواصلون رفد الساحة الثقافية بأعمال تسهم في تطوير الدراسات الأدبية وتعزيز الوعي النقدي بالسرد بوصفه مجالًا حيًا للتأمل والتحليل.

وأضاف قولا: يسرني أن أقدم لكم اليوم قامة فكرية وأدبية رفيعة، تتمثل في الدكتورة سعاد بسناسي، التي تميزت – في المدة الأخيرة – بحضورها البارز في مجال النقد الأدبي والدراسات الثقافة، وأثْرت المشهد الأدبي الجزائري والعربي بإسهاماتها العميقة. إنها شخصية استثنائية من جيل مبدع، واعد، استطاعت أن ترسخ مكانتها كأحد الأسماء اللامعة في الحركة النقدية، لتغدو علامة فارقة في مسار الدراسات الأدبية والنقدية.

لطالما كانت الدكتورة سعاد بسناسي رمزًا للتجديد والبحث العميق، حيث أسهمت أعمالها في إثراء الفكر النقدي، وإعادة تشكيل وعي القارئ العربي من خلال مقاربات تحليلية عميقة للنصوص الأدبية. ولم تكتفِ بتقديم دراسات تقليدية، بل تجاوزت ذلك إلى رؤى نقدية متجددة تسهم في تطوير المشهد الأدبي. كما أن إسهاماتها الواسعة في الدراسات اللغوية تعكس تخصصًا دقيقًا ووعيًا بحثيًا يفتح آفاقًا جديدة للتحليل والتأويل، مما يجعلها واحدة من الأسماء البارزة التي تواصل إغناء الحقل الأدبي والفكري بأسلوبها الرصين ومنهجها المتجدد.

لم تكن الدكتورة سعاد بسناسي مجرد دارسة في مجال تخصصها الدقيق في اللغويات، بل أثبتت بجدارة أنها ناقدة أدبية، حيث أسهمت في ترسيخ مفاهيم نقدية حديثة، وتطوير أساليب تحليل أدبي، وبذلك أصبحت اليوم مرجعًا مهمًا في الدراسات النقدية. بفضل معرفتها العميقة ورؤيتها النقدية المتزنة، فضلا عن أنها استطاعت أن تفرض حضورها في الساحة الأدبية الجزائرية والعربية، مما جعلها إحدى الشخصيات البارزة في مجال النقد.

إن تكريمها اليوم بتقديم كتابها الجديد (مضمرات الملفوظ في السّرد) الذي صدر بالأردن عام 2024 ليس مجرد احتفاء بمسيرتها الأكاديمية وإنتاجها النقدي، بل هو أيضًا تقدير لدورها الكبير في إثراء الفكر العربي المعاصر، وتسليط الضوء على الإبداع الجزائري. فهي نموذج للمثقف الفاعل، الذي لا يكتفي بالمساهمة الفكرية، بل يسعى إلى توجيه الفكر النقدي نحو آفاق أوسع.

من هنا، يتوجب على أكاديمية الوهرانيّ للدّاسات العلميّة والتّفاعل الثّقافي{ أن تكرّم هذه القامة العلمية التي أثْرت البحث الأكاديمي، وأسهمت بجهودها في تطوير مجالات تخصصها، إلى جانب دورها البارز في المشهد الأدبي والنقدي. إن الاحتفاء بعطائها هو تقدير لمسيرتها الحافلة بالإبداع والتحليل العميق، كما أنه فرصة لاستلهام تجربتها في توظيف النقد كأداة فعالة لبناء الوعي الثقافي، وترسيخ الفكر المستنير.

يتبع

 

Share on facebook
Facebook
Share on telegram
Telegram