صدق من قال أنه عندما ينتقل المهرج إلى القصر لا يصبح ملكا و لكن القصر هو الذي يتحول إلى سيرك, تلك المقولة تنطبق دونما شك على وزير داخلية فرنسا المدعو روتايو الذي رغبة منه في كسب ولاء اليمين المتطرف استعدادا لخلافة ماكرون في سّدة الحكم بات يمتهن التهريج السياسي, حتى شارف على إدخال فرنسا بتاريخها و جغرافيتها في الحائط.
و رغم ما يقوم به روتايو إرضاءا لطموحاته فنرى أنه لا هو تزايدت شعبيته اتجاه الفرنسيين الذين ازدادوا حقارة للمعني, و لا اليمين المتطرف رضي عن ما يقوم به اتجاه الجزائر مطالبينه دوما بالانتحار السياسي و بتنازلات على طريقة شلح البنطلون.
فما يقوم به روتايو نكاية في الجزائر حسب اعتقاده أضحى يدور على المستقبل السياسي لهذا المعتوه, أين تدّنت شعبيته ما بين الفرنسيين الذين اعتبروا تصرفات وزير داخليتهم زاوجت ما بين الطفولية المشاكسة مع بعض من الحقارة البربرية الاستعمارية.
فروتايو إزاء الشخصية الشيزوفرينية التي باتت تسيطر عليه, لم يستطع مجاراة واقعين مختلفين فهو نظير ما يقوم به من حملات عدائية اتجاه الجزائر يلعب على تقمص شخصيتين لم يتسع رداءهما لهذا المجنون السياسي, أو بالأحرى فهذا المهرج يريد العيش في زمنين أحدهما قد وّلى و هو زمن الاستعمار و الزمن الحالي هو زمن الجزائر المستقلة التي أضحت تزعج الغرب و في مقدمتهم فرنسا.
فهذا المهرج يريد إرضاء زبائنه المتطّرفين من أسلاف المعمرين على طريقة أن الجزائري يقول دوما “oui monsieur”, و هذا الزمن ولى بلا رجعة بعد تضحيات جسام كان أبطالها شهداء عظام طردوا أسلاف مارين لوبان التي تريد هي الأخرى لعب دور الملكة “إيزابيلا” إزاء كرهها لكل ما هو عربي و مسلم.
و من جهة أخرى يبدو أن هذا الشيزوفريني اصطدمت نرجسيته بواقعية اليوم, أين و بكل براغماتية بات يتلقى الصفعات من عدالة بلاده ضد قراراته الارتجالية لكل ما هو جزائري.
و يبدو أن روتايو من خلال ما قام به من عمل قذر ضد الجزائر, يكون قد برمج خصيصا لهذه المهمة على طريقة كبش فداء, أين ستلصق به كل تهم معاداة الفرنسيين لبلاد الشهداء, أو لنقل بأنه كان بالون اختبار لقياس ضغط الجزائريين الذين أجابوا بدورهم بكل ما أوتيوا من قوة ” و إن عدتم عدنا”.
يبقى أن روتايو من خلال المهمة القذرة التي أوكلت إليه يكون قد فشل حتى في لعب دور المهّرج, لكنه استطاع و بنجاح تحويل قصر الإليزيه إلى سيرك بات أضحوكة للديبلوماسية العالمية في العصر الحديث.