استقال الصحفي الفرنسي “جان ميشال أباتي” اليوم و بلا رجعة من عمله في إذاعة RTL الفرنسية, و هذا ردا على توقيفه التحفظي من إدراة المجمع الإعلامي الذي اتخذ هذا القرار بعد عدم تماشي أباتي مع السياسة العنصرية التي بات ينتهجها المجمع اتجاه الجزائر.
و يبدو أن تصريحات “جون ميشال أباتي” التي بات يصدح بها خلال الحصص التلفزيونية التي يشارك فيها كمحّلل سياسي لم تعد تعجب أزلام اليمين المتطرف المتحكمين في مجمع RTL, خصوصا ما تعلق بذكر الحقائق التاريخية و الفضائع الإجرامية التي ارتكبتها فرنسا خلال استعمارها للجزائر.
و سبق لجون ميشال أباتي أن فضح التصرفات الهمجية للجيش الفرنسي منذ أن وطئت أقدام جنوده للأراضي الجزائرية و ما قاموا به من جرائم ضد الإنسانية, و ذلك بمباركة من الإدارة الفرنسية و كذا مختلف الجنرالات الفرنسيين و في مقدمتهم الماريشال بيجو الذي وصفه أباتي بالسفاح الذي ينبغي أن تخجل فرنسا من مجرد ذكر هذا القذر و ليس أن تحتفي به بتسمية إحدى الساحات الباريسية الشهيرة باسمه.
و بات أباتي في كل حصة تلفزيوينة يكيل بكل صدق التهم لبلاده فرنسا على ما اقترفته في الجزائر, معتبرا أن النازيين هم من اقتبسوا منها القذارة على غرار أول هولوكوست ارتكبته في حق قبيلة أولاد رياح نواحي مستغانم, أين أحرق الجنرال السفاح كاسان ما يقارب 1500 جزائري في مغارة الفراشيح في حادثة لا تزال فرنسا تدير ظهرها لها.
و كان أباتي في كل مرة يثير اللغط خلال البلاطوهات التلفزيونية, مما جعل اليمين المتطرف من بقايا نطاف المنظمة السرية “لواس” يكيل له العداء, حيث أحيل للتوقيف التحفظي, أين لم يترك هذا الصحفي الفرنسي الحّر فرصة للتطرف الإعلامي أن يمعن فيه للتحقيق و قرر أن يرمي المنشفة ليصبح أباتي أول صحفي فرنسي ضحية أرائه التي عرت جرائم فرنسا في الجزائر.