
بفتوى من “فقهاء السُّوء” – تعبير الغزالي- الذين شَيطنوا الفلسفة والكلام وبعض كتب الصوفية -ورأس هؤلاء المنعتون بالسّوء، القاضي محمد بن علي بن حمدين التغلبي (ت508ه)-أمر سلطان المرابطين علي بن يوسف بن تاشفين (ت538) بحرق كتاب (الإحياء)، وتوعد بسفك دم واستتئصال من وجدوا عنده كتب الغزالي.
و قد احتجّ على هذه الفتوى والأمر السّلطاني من المغرب الأوسط أبو الفضل يوسف بن محمد (ابن النحوي) دفين قلعة بني حمّاد، وقد أفتى بعدم لزوم الأيمان ، لأن ابن تاشفين أمر بتحليف الناس بأغلظ الأيمان إن ليس عندهم “الإحياء”.
أنقذ ابن النحوي كتاب الغزالي وانتسخ منه ثلاثين جزءا، يَقرأ منه كل يوم جزءاً في رمضان، وقال: (وددْت أنّي لم أنظر في عمري سواه) أي كتاب “الإحياء”
و سوف ينتصر الله للغزالي وتعرف أفكاره وكتبه مع المهدي بن تومرت وعبدالمؤمن بن علي عصر دولة الموحدين رواجاً وتأثيراً (والله غالبٌ على أمرِه).