ما قل ودل

كتب الثورة الجزائرية الأكثر طلبا…شباب فرنسا مصدومون بما فعله أسلافهم

شارك المقال

أضحت الكتب و المؤلفات التي تؤّرخ للثورة الجزائرية و الفظائع الرهيبة التي ارتكبها الإستعمار الفرنسي في أرض الشهداء الطاهرة الأكثر مبيعا في المكتبات الفرنسية هاته الأيام, و يأتي ذلك تزامنا مع الحملة الإعلامية الرهيبة التي ينتهجها أزلام اليمين المتطرف من أجل استمالة عقول الشباب و جّرهم إلى مستنقع ذهنياتهم العفنة.

و يبدو أن رياح الكراهية التي بات يبث سمومها أنجاس و علوج من عيار إيريك زمور و ماريان لوبان و من هم على شاكلتهم من الذئاب البشرية باتت تهب في غير صالحهم, خصوصا و أن معظم المثقفين من الشاب الفرنسي أبوا إلا معرفة الحقيقة من خلال ما أرّخ له في تلك الفترة التي امتدت طيلة 132 سنة من الاستعمار و الدمار.

و أشار معظم من اطلعوا على الفظائع الاستعمارية أنهم باتوا يحّسون بالخجل و العار لما اركتبه أسلافهم في الجزائر, و ذلك ما لمسناه خلال استطلاعات للرأي لدى الصحافة التي لا تصطاد في المياه العكرة و فضّل معظم المتواصلون عبر الوسائط الاجتماعية بأن يصدحوا بالحقيقة التي يريد اليمين المتطرف إخفاءها.

فبعدما أريد للحقبة الاستعمارية أن تندثر من كتب التاريخ الفرنسية, يبدو أن حماقات اليمين المتطرف و المتزّلفون لهم أخرجت المستنقعات التاريخية النتنة التي يرقد عليها التاريخ الإجرامي الفرنسي.

و خلال مساءلات شارعية لفئة الشباب الفرنسي أبدوا امتعاضهم لما قامت به فرنسا الاستعمارية التي تدّعي رعايتها للعدالة و المساواة, و تعّجب معظم هؤلاء الشباب من عدم إدراج هاته الجرائم ضمن المنظومة التربوية التي يكتفي أصحابها لغاية في نفس يعقوب لإظهار الجوانب الإيجابية حسبهم للاستعمار الذي اتفقت عليه القارة السمراء و ما وراءها بأنه كان ظلما و ظلمات عاشها سكان الجزائر خصوصا, و باقي المستعمرات الإفريقية و في جزر المحيطين الهندي و الهادي.

و على غرار تمّلق فرنسا دوما بسفّاحيها على مقاس نابوليون و بيجو و بيجار أبدى الشباب الفرنسي و في مقدمتهم المؤرخون و الإعلاميون إعجابهم بالنزال الشريف الذي خاضه المجاهدون الجزائريون من عيار الأمير عبد القادر و الشيخ بوعمامة و المقراني و غيرهم من إظهار مظاهر الرحمة بالأسرى و عدم الخداع خلال عقد الاتفاقيات التي نقذها الفرنسيون غدرا و جورا, و أقاموا مكانها المذابح و الاغتصابات و المحارق في حق الأطفال و الرضع و الشباب و الشياب…فعن أي إيجابيات للاستعمار يريد أزلاف اليمين المتطرف أن يوهموا بها العالم.

Share on facebook
Facebook
Share on telegram
Telegram