ما قل ودل

من أبي رغال إلى المخبرين الأنديجان…أكلوا الغلة و يسبون الملة

صورة تؤكد بوضوح أنه للعمالة عنوان

شارك المقال

يشير النص القرآني بوضوح أنه “وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا نَصِيرٍ” [سورة البقرة:120], و انطلاقا من هاته الآية الكريمة يوّضح المولى عّز و جّل حسب تفسير العلماء أنه حتى و لو اتبعت مّلة اليهود و النصارى فلن يرضوا عنك و ستظل بالنسبة لهم ذاك الذي باع دينه ووطنه و شرفه لإرضائهم لا غير.

هذه المقدمة التي آثرت اليوم الإنطلاق منها تنطبق على جميع الخونة الذين باعوا دينهم بدنياهم و باعوا أوطانهم من أجل التذّلل لأسيادهم, حيث يقودنا الحديث عن أولئك الذين نسوا من أين جاؤوا فأنساهم الله أنفسهم.

فرغم مرور 63 سنة على استقلال الجزائر يبدو أن البعض لا يزال يحّن لتلك السنوات و اتخذ من العمالة سبيلا له في الحياة, و يبدو أن دروس الأمس القاسية التي عاناها الحركة الخونة نظير ما لاقوه من ذل و هوان بعدما اتبعوا أسيادهم الفرنسيين لم يستوعبها خونة اليوم , أين تحالفوا على بلدهم و على أبناء جلدتهم لا لشيئ سوى للحصول على أوراق إقامة يدّون عليها دونما شك رتبة عميل.

و باتت تحتاج فرنسا لهؤلاء العملاء الخونة كلما أرادت جس نبض الجزائر تماما كما يجري في الوقت الراهن في السوشل ميديا, أين بات هؤلاء النكرة يجهرون بالقول في البلاطوهات ضد كل ما هو جزائري, بل الأرعن من ذلك أنهم غيروا حتى انتماءهم فمنهم من يتباهى على طريقة بوعلام صنصال على أنه ليس بمسلم , و لا يرى الكيان الصهيوني بعدو للأمة, و منهم من يجاهر بالقول حتى بأن المقاومة الفلسطينية هي موازية للإرهاب.

و حتي من كانوا بالأمس من المحسبوين على المثقفين يتشدقون علينا بعالم المثل و أسس المدينة الفاضلة, هاهم اليوم يلبسون نفس لباس الحركة على غرار كمال داود الذي سيحاكمه التاريخ بعدما حاكمته الجغرافيا ،نظير استرزاقه من جيف الثقافة و السرقة الأدبية لملك الغير.

فالخونة الذين لا يزال يسميهم المستعمر القديم بالمخبرين الأنديجان, يبدو أنهم ألفوا العمالة و الدياثة حتى الثمالة, و سيظل يلعنهم التاريخ مثلما لعن العرب أبا رغال العربي الوحيد الذي دّل أبرهة على مكان الكعبة الشريفة أثناء حادثة عام الفيل, و ظلت العرب ترمي قبر هذا الخائن حتى بعد مماته بعشرات السنين.

و الحديث عن عواقب الخيانة يقودنا أيضا لعمالة ابن العلقمي الذي سلم بغداد للمغول فما كان من هولاكو سوى إهانته و أكمل حياته البائسة متسولا في شوارع مدينته التي كان وزيرها.

و غيرهم من الأمثلة كثيرون لولا أن يعتبر خونة العصر الحديث الذين أضحوا لا يرضون بإخفاء وجوههم كما كان يفعل أسلافهم بل باتت وجوههم صحيحة و يظهرونها للملأ…فحقا “اللّي اختشوا ماتوا” على حد قول أشقاءنا المصريين…صّح رمضانكم.

Share on facebook
Facebook
Share on telegram
Telegram