ما قل ودل

لن يرضى الصهاينة على الفلسطينيين حتى لو سلموهم رقابهم…لغزة رب يحميها

شارك المقال

لا يسعنا من مقامنا هذا و نحن في أول جمعة من شهر شوال إلا طلب الإنصاف الإلهي لأهل غزة و حالنا يقول إلا اقتباسا لما قال عبد المطلب لأبرهة ” إن لغزة رب يحميها”, فما نشاهده اليوم في هذه الأرض الطاهرة تندى له الجبال, حتى أن أهلها يئسوا من نجدة القريب و البعيد و لسان حالهم يرّدد دوما “ساعات و سنمحى عن الوجود…و داعا يا من لا سامحهم الله”.

فما يجري في غزة ما هو إلا انتقام من الهّبة التي قام بها الشجعان ذات السابع من أكتوبر, أين سقطت مع ذات الهّبة تكنولوجيا آخر صيحة, و بترت أجنحة المسّيرات و عميت عدسات الكاميرات, و أصيبت ماسورات دبابات الميركافا بالصمم, و وقع جنود الاحتلال في مصيدة البواسل كفئران التجارب و اقتيدوا نحو معاقل الأحرار في مشهد مشابه لما كان يقوم به المسلمون الأوائل يوم حطين و عمورية و تستر و واد لكا و إبان مقاومة الأمير عبد القادر و ثورة الجزائريين البواسل.

لكن عوض أن يلقى هؤلاء الشجعان الذين قضى جّلهم في انتظار بعضهم الذي بدأ يحجز تذكرة نحو جنات الخلد من الآن المؤازرة و المساندة و لو في شقها المعنوي, لاقوا الخذلان ليس فقط في تحريك الجيوش – لا سمح الله- على حد قول أبوعبيدة, بل حتى في حرمانهم من سقيا الماء و لقيمات تشبع بطون الغزاويين كي لا ينتقلوا إلى العالم الآخر صائمين و هو خير لهم بطبيعة الحال كي يلقوا ربهم و بطونهم تشهد عليهم.

فما يحدث في غزة فاق بكثير الهولوكست المزعوم و محتشدات النازيين و التي بفضلها تم إسكان الصهاينة أرض فلسطين, فقطاع غزة و ما يتعرض له من تهجير قسري و إبادة جماعية يبقى الغرض منه إرسال رسالة لكل المحسوبين على بني جلدة من يكابدون الويلات في غزة, بأنه من يعارض حكم الأغلبية التي يشار إليها جيوسياسيا بالقطبية سوف يلقى ذات المصير…و الله المستعان على ما يكابد الغزاويون.

و بالمناسبة فكل من يقول بأن أهل غزة هم ضحية تمّردهم و عزّتهم -نقول لهم أنه حتى لو خنعوا و الحمد لله لم يفعلوا- لن يعاملهم الصهاينة سوى بالمنطق الإلهي ” و لن ترضى عنك اليهود و لا النصارى حتى تتبع ملتهم” – الآية 88 من سورة البقرة-.

Share on facebook
Facebook
Share on telegram
Telegram