تحوي بلادنا الجزائر كباقي البلدان العديد من الأمثال الشعبية الساخرة, أين سنضطر استخدام أحدها اليوم للتعبير بما قامت به المغربية الحرة الفحلة ابتهال أبو سعد التي راهنت بعملها و مستقبلها باعتبارها موظفة في شركة مايكروسوفت العالمية, و ثارت ضد سياسة ذات الشركة و فضحت تحالفها مع الكيان الصهيوني, حيث زودت جيش التساحال بخرائط القصف عن طريقة تقنية الذكاء الإصطناعي التي قبر من خلالها الأطفال الرضع و الشيوخ الركع و حتى البهائم الرتع, ناهيك عن النساء و كل ما له صلة بالحياة.
و هنا ينطبق على الأخت ابتهال مثلنا الشعبي أنها خرجت من السبحة, و نعني بذلك حيادها عن سياسة المخزن ذاك النظام الاستعماري في بلادها الذي لم يحرك مسؤولوه ساكنا لنصرة القضية الفلسطينية بل بالعكس باتوا يضّيقون الخناق على كل من يقف بجوار إخوانه المضطهدين من قبل الصهاينة , كيف لا و هم حلفاؤهم خلال العدوان على إخوتنا الغزوايين.
ففي حين كانت الأمم و لا تزال من غير ديننا و لا عرقنا تتسابق لنصرة إخواننا المعّذبون في أرض فلسطين من خلال التفاني لفّك هذا الحصار الجائر , كان نظام المخزن يصّدر الأيادي العاملة في مجال البناء نحو إسرائيل لإنشاء المزيد من المستعمرات, ناهيك عن الأطقم الطبية التي كانت تسهر على جرحى جيش الاحتلال جراء المعارك الضارية أمام بواسل كتائب القسام.
و لم يقتصر نظام العمالة إلى هذا الحد, بل تعداه نحو تصدير القوات المسلحة نحو الأراضي الفلسطينية مجّسدين في يهود ذوو أصول مغربية شاركوا خلال الحرب الهمجية مع جيش الاحتلال ضد إخواننا الغزاويين.
و جاء موقف الأخت ابتهال أبو السعد التي راعت النخوة العربية الإسلامية و لم تبال بالمضايقات التي باتت تتلقاها من قبل شركة مايكروسوفت من خلال توقيف الراتب إلى دفعها إلى التحقيق الذي ربما سيفضي دونما شك بفصلها عن العمل, لكنها أبت إلا انتهاج طريقة منتظر الزيدي الذي رمى جورج بوش الإبن بالحذاء و صدحت المغربية الحرة التي لا تمثل نظام المخزن و تمثل أحرار المغرب فقط بأعلى صوتها أن مايكروسوفت بمن فيها من أذمغة لا تخدم الإنسانية مثلما يروج لهذا المنطق مؤسسها الروحي “بيل غايتس” بل كل ذلك كذب في كذب…و لأجل هذا الموقف نرفع بدورنا القبعة لهاته الأخت التي قالت الحق و لو كان مرا في حين صمت المطّبعون و المطّبلون و التاريخ سيحفظ لها موقفها الشريف إلى يوم يبعثون.