ما قل ودل

حرر تاريخك و بعدها مد عينيك نحو جغرافية غيرك

شارك المقال

انطلاقا من العنوان المدّون أعلاه نباشر على بركة الله في هذا التحليل حول ما بات يروج له بعض مما لا سامحهم الله حول أحقيتهم برقعات جغرافية غيرهم التي سالت عليها دماء طاهرة على مّر العصور و صنفت من أجل أحقيتها لبلاد الشهداء متن و مؤلفات لعلماء أجلاء, و من مبدأ من حفر حفرة لأخيه وقع فيها تثار في الوقت الراهن لدى جيراننا من الجهة الغربية مسألة عدم استرداد مدينتي سبتة و مليلية و كذا العديد من الجزر المتاخمة إن لم نقل الملاصقة للشواطئ المغربية و التي تحمل علم الاستعمار الإسباني كنوع من الاستفزاز للسيادة المغربية.

و يشهد الفضاء الأزرق و مختلف منصات التواصل الاجتماعي تجاذبات و تخاطبات ما بين المغاربة خصوصا المثقفين منهم, الذين باتوا يطرحون دوما هذا التساؤل و يطالبون بإلحاح بأجوبة مقنعة من ذوي الحّل و الربط في نظام المخزن الذي بات همه الوحيد هو التوسع جنوبا و الكذب على ذقن التاريخ بأحقيته لأراضي لم تكن يوما ما تحت إمرته, و لم يحلم أسلافه بالسير حتى على ترابها, أين كانت تعرف بلاد المغرب الأقصى بمملكة مراكش التي يرجع الفضل في تسميتها لأمير المرابطين ابن تاشفين الذي لولاه لباتت إلى يوم الناس هذا تعرف بمملكة برغواطة المتهالكة.

نثير هذه النقطة الحساسة التاريخية حاليا لأنه بصراحة عظم بلاء من لا يفقهون في التاريخ حديثا قد تعاظم من جهة جيراننا في الجهة الغربية خصوصا مع خوض بعض السياسيين و المحسوبين على رجال الدين الذين أغمضوا أعينهم عما يجري من ظلم في أكناف بيت المقدس و باتوا يقّلبون في الفتن ما ظهر منها و ما بطن.

و على مقاس مقولة “جا يسعى ودر تسعة” انقلبت كل مساعي نظام المخزن من أجل تزكية استعماره للأراضي الصحراوية إلى تساؤلات و مطالب من شبابه خصوصا المثقف القاطن خارج الديار باسترجاع ما سلب منه من أراضي و مدن لصالح الاستعمار الإسباني, و التي يعود تاريخ الاستحواذ عليها ما قبل سقوط الأندلس أي مع نهاية القرن الخامس عشر.

و بات هؤلاء الشباب يقارن بلاده بالجزائر التي استطاعت رغم مرور ثلاث قرون على استعمار الإسبان لمدينة وهران أن يسترجعوها تحت راية الباي محمد بن عثمان الكبير في فتح مهيب عادل سقوط القسطنطينية حينها و نكّست لأجله رايات الفاتيكان, و استطاع الجزائريون أن يثبتوا أيضا و يقاومون استعمارا أشد ضراوة بعدها ليسترجعوا وطنهم بالكل لا الجزء منه بقوة السلاح و تضحيات الشهداء…فشّتان ما بين من حّرر أرضه بنفسه و من يتمتع غيره في ترابه بزرقة بحره و أشعة شمسه…لتبقى المعادلة تحتاج لحل الذي يرجى أن يكون مفتاحه لدى الريسوني أو تلميذه بن كيران.

Share on facebook
Facebook
Share on telegram
Telegram