تميزت أسعار المواد الغذائية بما في ذلك بعض من الخضر و الفواكه ارتفاعا محسوسا الأسبوع الفارط مس جيوب المواطن الجزائري قبل أن تعود الأمور إلى طبيعتها , حيث لاحظنا أنه رغم التطمينات القادمة من أعلى هرم السلطة غير أن لا حديث لمن تنادي في الأسواق, و من هنا نستّشف بأنه في الأمر إن و أن جّل المضاربات و التلاعب بالكيف على الأسعار ما هي إلا ثورة مضادة لأشخاص يعملون في الخفاء يريدون استتباب الفوضى التي حتما من ورائها إن و أخواتها.
فمن غير المعقول أن تصل أسعار البطاطا لعتبة مائتي دينار منذ أيام, في حين أن كل الأمور في الحقول كانت تمشي بطريقة اعتيادية مثل كل موسم , إذا فما سبب غلائها, فالفلاح يبقى متعجبا من هاته المعادلة, حيث أن المنتوج يخرج من عنده بمثل ما كان يخرج به كل موسم, لكن يبدو أن أيادي غير طاهرة تلعب على حبل غير بريئ من أجل بث فتنة في الطاولة الجزائرية التي تعتبر البطاطس سلطانتها المفضلة و لا كلام يعلو فوق كلامها.
و الحديث عن أمور البطاطا يقودنا أيضا للتمور التي تسّوق مثلما تعجب الرئيس عبد المجيد تبون خلال حديثه يوم أمس أمام رجال الأعمال فوق ما تستحق, بينما يأكل الأجنبي أشهى أنواعها و بأرخص الأثمان و المواطن المغلوب على أمره يكتفي بما دونها مستوى, أو في بعض الأحيان تأبى التمور اتباع قفته لعدم استطاعته اقتناءها.
و أما الحديث عن ما حدث في سوق الخراف العام الماضي يدخل في خانة ما خفي كان أعظم, و هو نفس التساؤل الذي تعّجب منه الرئيس عبد المجيد تبون خلال أحاديث صحفية سابقة و لاحقة بما فيه حديثه بقصر المؤتمرات يوم أمس, مما يؤكد أن الأمور التي تحدث في الساحة التجارية و الاقتصادية ببلادنا يدّبر لها بليل, علما أن معظم الجزائريين باتوا يحلمون منذ الآن باقتناء الكباش المستوردة التي حتما ستكسر دابر من يريدون تكرار سيناريو العام الماضي.
فالأيادي التي تقوم بعمليات المضاربة تدرك بدون شك أن ما تفعله يصّب في خانة الثورة المضادة التي يبقى الهدف منها وضع المتاريس في عجلة نمو الجزائر الجديدة, التي لم تصبح تعجب أعداءنا في الخارج فحسب, بل بات أعداء الداخل يرسمون و يخّططون بإيعاز طبعا ممن يضمرون الشّر لبلاد الشهداء لضرب استقرار الجزائر , ما دام أن استهدافها بطرق أخرى بات من سابع المستحيلات.
فما يفعله المضاربون و المتلاعبون بأسعار السلع يدخل دونما شك في خانة خيانة الجزائر, فما يفعلونه لا يقل دناءة عن ما كان يفعله الحركى و الخونة في زمن الاستعمار…و الله غالب على أمره و لو كره الشامتون و المترّبصون…مجّرد تحليل من صحفي غلبان و مواطن بسيط…صباحكم سعيد.