
توفي اليوم البابا فرنسيس ومن المواضيع التي ستتناوله المنصات الاعلامية (حوار الأديان) . فمنذ انتخابه على رأس الكنيسة الكاثوليكية عام 2013، بذل جهدا متميزا في تطوير الرؤية الكاثوليكية للقضايا السياسية وللأديان وللمهاجرين ، وبعمله ومواقفه حاول تغيير الصور النّمطية عن الدين ورجاله.
في عام 2019، شكّلت زيارته إلى العاصمة الإماراتية أبوظبي محطة تاريخية، إذ وقّع إلى جانب شيخ الأزهر، الدكتور أحمد الطيب وثيقة “الأخوة الإنسانية من أجل السلام العالمي والعيش المشترك”، هذه الوثيقة كانت إعلانًا عالميًا عن التقاء الإسلام والمسيحية على قيم الرحمة والعدالة، في لحظة تعاني فيها البشرية من تصاعد الكراهية الدينية والتمييز.
وفي مارس 2021، فاجأ البابا العالم بزيارته إلى العراق، ليؤكد من هناك أن الإيمان لا يمكن أن يكون مصدرًا للفرقة. لقاؤه مع المرجع الشيعي الأعلى، السيد علي السيستاني، في مدينة النجف، عكس رؤية غير مسبوقة: التقارب بين المرجعيات الدينية الكبرى يمكن أن يشكل مدخلًا لحوار الحضارات، لا صدامها.
البابا فرنسيس لا يتحدث فقط عن الحوار بين الأديان، بل يوسّع مفهوم الحوار ليشمل البيئة، والفقر، والعدالة الاجتماعية، وحقوق اللاجئين والمهاجرين. إنه يرى أن كرامة الإنسان فوق كل اعتبار، وأن الاعتراف بالآخر المختلف هو شرط أساسي لبناء سلام مستدام.
البابا فرنسيس لروحه السلام دافع عن الإيمان العميق الحقيقي في الدفاع عن ما هو إنساني وعن كرامة الإنسان.
البابا لم يكن حازما وواضحا -للاسف- مما يجري في غزة من آلام وشقاء، رغم عبارته المتكررة (أوقفوا الحرب من أجل الأطفال).