يثبت نظام المخزن من يوم لآخر أنه لم يكن يوما مع القضية الفلسطينية, بل ما يقال في الصالونات و المؤتمرات من طرف أبوريطة و أتباعه ما هو إلا سياسة ذّر الرماد على العيون لإخفاء ما كان أعظم.
فبعد إعلان المغرب صراحة التطبيع مع الكيان الصهيوني و كشف النقاب عن هذا الجرم الذي كان يمارس على طريقة العشق الممنوع تحت الطاولة, و بعدما تطّبع المخزن أمام العلن و بات أداة لإشعال نيران الفتنة في شمال إفريقيا و دول الساحل, ها هو اليوم يتصهين بطريقة رسمية من خلال مشاركته العلنية و بطريقة غير مباشرة في ضرب المقاومة الفلسطينية في الظهر.
حيث تفيد آخر الأخبار التي أعلنها المرصد المغربي المناهض للتطبيع أن موجة الغضب الشعبي بلغت أشّدها في صفوف الجماهير جرّاء وصول شحنة أسلحة مرفوقة بعتاد صيانة طائرات الأف 35 و قطع غيار أخرى إلى ميناء طنجة, عبر سفينة الشحن العملاقة التابعة للشركة “مايرسك” الذراع البحري للكيان الصهيوني.
و رغم تستر الإعلام المخزني على هذا الخبر و تهديد كل وسيلة إعلامية تنشره بالغلق و التضييق الذي يصل لحد عقوبة السجن لكل من تسّول له نفسه بتحرير هكذا معلومات, تسّرب الخبر المرعب نحو القاعدة الجماهيرية التي لحّد كتابة هذه الأسطر تحاصر ميناء طنجة و ترفض مغادرة هذه الشحنات بوجهة فلسطين المحتلة باعتبار ذات العتاد التجهيز الرسمي لحملة ثانية لأجل ضرب المقاومة التي ما فتئت تلتقط أنفاسها بعد وقت مستقطع يمكن أن يخرقه الصهاينة في أية لحظة عقب التدعيم القادم من المغرب.
للإشارة أنه ليست هذه المرة الأولى التي يتم تدعيم الآلة الجهنمية الصهيونية بالسلاح من المغرب الذي يعتبر منطقة عبور آمن للسلع القادمة للكيان من الولايات المتحدة, حيث سبق لذات التصرف أن حدث بعد انطلاقة معركة طوفان الأقصى و اضطر حينها نظام القصر الملكي لإعطاء الأوامر قصد تفريق التظاهرات الشعبية بالقوة, أين عرفت التظاهرات موجة اعتقالات في صفوف المتظاهرين و الذين زّج ببعضهم في سجون المخزن, و يحدث هذا أمام صمت رهيب للأحزاب السياسية و رجال الدين في بلد يعتبر ولي نعمتهم رئيسا للجنة العالمية لمساندة القدس…و في خلقه شؤون.
“