ما قل ودل

قبل أن تقع فأس التهور على رأس غير المبالين…الهند و باكستان ترهنان مصير الأرض

شارك المقال

حلم الماهتما غاندي بالأمس القريب و هو يحّرر العقول قبل أن يحّرر الأراضي بطريقة سلمية في الهند ببلاد شاسعة كبيرة تكون من خلالها الأديان مرشد روحي فقط, و لا مجال للعرقية و لا للطائفية فيها, و تقاسم مع غاندي الهندوسي الديانة نفس الأفكار زميله في ذات المنسعى الرجل المسلم محمد علي جناح , لكن تفكير و تحّمس مختلفي الديانة انجر عنه تمّزق باكر لمشروع الهند الكبيرة الذي ولدت من رحمه بطريقة قيصرية الباكستان أو أرض السند كما كان يسميها أجدادنا الأوائل منذ عهد الفاتح محمد بن القاسم.

و في حين ظلت الصراعات سجال ما بين الطرفين حتى بعد انفصالهما عن بعضهما البعض, تارة بسبب مشكلة البنجاب و تارة بسبب الخلاف الحدودي و تارة أخرى بسبب قضية الكاشمير, يبدو أن تلك الخلافات تعاظمت هذه المرة في زمن يعرف التحول بصفة سريعة و باتت الخريطة الجيوستراتيجية ترسم بأيدي أقطاب متصارعة على الزعامة العالمية, حيث بات العملاقان النائمان الهند و باكستان اللاعبين الأساسيين في هذه اللعبة الشيطانية التي يفرضها الغرب ضد الشرق بتزكية من الحركة الماسونية و نظيرتها الصهيونية.

و مهما تعّددت أسماء و مسميات الجهة المزّكية لهذا الصراع الذي بات على أشّده, يحبس العالم في الوقت الراهن أنفاسه ما دام أن اللعب تطور من مجرد لإطلاق نار على الطريقة التقليدية إلى تهديد بالضرب بالقوة النووية التي إن انطلقت شرارتها فسيكون هذا العالم الذي طالما سكت عن قول الحق و تبّرأ مما يجري في جميع كنفاته مرهون بالزوال أو لنقل بداية الأبوكاليبس.

و لا أقول هذا لمجرد التخويف فقط, بل إن الخطب أصبح جللا, فحسب دراسة آنية من جامعة برنستون فإن الصراع المتأجج ما بين الهند و باكستان, إن تم من خلاله الضغط على الزناد النووي فسيموت 125 مليون شخص في غضون ساعات قليلة وسيجوع المليارات.

كما ستنتظر العالم عواقب وخيمة بسبب هذه الحرب النووية المحتملة بين الجارتين الهند وباكستان, حيث أنه خلال هذا السيناريو، من المرجح أن تستخدم الهند 100 رأس نووي، و ستستخدم باكستان 150.

و حسب علماء المناخ ستتسبب الانفجارات في حدوث تغيرات واسعة النطاق من بينها الحرائق التي ستؤدي إلى إطلاق ما بين 16 إلى 36 مليون طن من السخام في الغلاف الجوي. و سيرتفع هذا الدخان إلى طبقة الستراتوسفير، مما يحجب ما بين 20 إلى 35% من ضوء الشمس. و ستقع الأرض في موجة برد, حيث ستنخفض درجة حرارتها بمقدار 2-5 درجات مئوية.

و تضيف مصادر عن منظمة الغذاء العالمي أن بسبب الانخفاض الحاد في درجات الحرارة وهطول الأمطار (بنسبة 15-30%)، سوف ينخفض ​​الإنتاج الزراعي. وسوف ينخفض ​​بنسبة 15-30% على اليابسة وبنسبة 5-15% في المحيطات. وهذا هو السبب المباشر للمجاعة الجماعية بين البشرية.

الأمر الذي سينجر عنه إمكانية تعافي المناخ والنظام البيئي في مدة أقصاها 10 سنوات, و هاته هي عين الكارثة التي تهدد سكان الأرض مستقبلا إن لم نقل راهنا, في حالة عدم تدخل القوى الفاعلة لإيقاف ما يمكن إيقافه قبل أن تقع فأس التهور على رأس غير المبالين.

Share on facebook
Facebook
Share on telegram
Telegram