ما قل ودل

انزلاق جبل شاباط بساكنيه في وهران…معادلة هشاشة البنيان تعود للأذهان

صورة لتدخل رجال الحماية المدنية فور وقوع الانهيار

شارك المقال

أعادت حادثة انزلاق جبل بساكنيه من قاطني البنايات الهشة فوق رؤوس سكان آخرين في مدينة وهران, و بالضبط بمنطقة شباط التابعة إداريا لحي الصنوبر إلى الأذهان حوادث مماثلة ما انفكت تعاني منها مدينة وهران في الآونة الأخيرة, خصوصا و أن ذات الانهيار تزامن مع هزة خفيفة ضربت في محيط الباهية أمسية الخميس المنصرم في حدود الساعة الخامسة بعد الزوال.

هذه الحادثة المؤلمة التي راح ضحيتها سكان لا حول لهم و لا قوة و الذين تجاوبت معهم السلطات المحلية و على رأسها الوالي سمير شيباني الذي تنّقل إلى عين المكان فور وقوع الكارثة الأمر الذي استحسنه المتضررون, يجب أن لا تمّر ممّر الكرام هذه المّرة, فحال هؤلاء الضحايا و عائلاتهم ظل معّلقا رغم أن المتأمل من منطقة راس العين للحالة التوبوغرافية لجبل شباط يتوقع الكارثة في أي وقت, للعلم أن العائلات المتضررة سبق و أن راسلت السلطات المعنية قصد ترحيلهم أو النظر في أمرهم.

و تشير المعطيات الأولى لما بعد الحادثة المؤلمة التي انجر عنها لحد الآن أربع وفيات من بينهم أطفال تترواح اعمارهم ما بين 5 و 6 سنوات بأن معظم هاته العوائل سبق لهم و أن دقوا ناقوس الخطر قبل أن تقع الفأس على الرأس و هو ما ينبغي أن ينظر له بعين الاعتبار من هنا فصاعدا.

و رغم أن الحادثة هي قضاء و قدر لا اعتراض عليه, فوجب منذ الآن أن تخّصص لجنة خاصة لإحصاء هشاشة البنايات خصوصا في وسط المدينة لأن كارثة حي شباط يمكنها أن تتكرر في أية بناية لا سمح الله مادام أن الساس ليس صحيحا مثلما تفيد به العبارة الشعبية.

فغير بعيد عن حي شباط تعاني أحياء وسط المدينة خصوصا منطقة الأقواس التي تبدو فاخرة بالنظر إليها ظاهريا, فيما أنها تعاني من الباطن من شبح تكّدس مياه الأقبية الأمر الذي ينذر بكارثة مماثلة في حالة عدم تدّخل الهيئات المختصة.

و حسب أراء المختصين فإن بنايات وسط المدينة يمكن إغاثتها و بقاء السكان فيها, بشرط أن يؤخذ تجفيف الأقبية بعين الجّد, علما أن شركة سيور للتطهير هي المخّولة بهكذا عمل.

للإشارة أن مختلف بنايات وسط المدينة خصوصا الواقعة في شارعي “أحمد خميستي” و “العربي بن مهيدي” سبق لهم و أن استفادوا من برامج إعادة التأهيل, لكن بالمقابل أحياء من عيار “سان بيار” و “كافينياك” و حي الدرب و الحمري و كذا مديوني العتيق لم تستفد من هكذا برامج اللّهم إلا موجات الهدم التي طالت العديد من البنايات التي تحّولت بقدرة قادر إلى إقامات فاخرة من عدة أدوار…و لا يزال للحديث عن الباهية وهران بقية متبقية.

Share on facebook
Facebook
Share on telegram
Telegram