ما قل ودل

“النسخ واللصق ” يحّلان محل الإجتهاد الفردي…عندما كنت صحفيا

شارك المقال

قبيل الإحتفال باليوم العالمي لحرية التعبير ٫أقول لكل من اتخذ من هذه المهنة قوتا له ربي يعينك, ويرفد عليك المشقة ٫أتحدث عن الصحفي وليس المظلي ٫فقد اختلط الحابل بالنابل, فقد أصبحنا نستحي لما نسمعه يوميا من مهازل الصحافة في وهران.

وأنا أبحث في أرشيفي وجدت بعض قصاصات جرائد لعدد من مقالاتي التي كان لي شرف نشرها عبر جريدة الرأي ،وكذا بجريدة “صوت الغرب “،والتي تعود لسنوات 2003 و 2004 وتأكدت بعد تصفحي لهاته القصاصات أن الصحافة المكتوبة لم تعد مثلما كانت ،وهو ما جعل المصطلحات تتغير من صحفي إلى إعلامي.

فغابت المبادرات والاجتهاد الفردي والتعب ،ليحل محلها النسخ واللصق و الاستحواذ على مقالات الغير ، للأسف مصطلح” إعلامي ” غّطى على الجميع وأصبح يطلق على العامة من المصور الى المنشط ومسيري الحصص التلفزيونية ،وحتى مسير صفحات عبر الفضاء الأزرق ،في حين أن الصحفي في الجرائد الورقية والإلكترونية تذّيل ترتيب الإعلاميين.

الصحفي مهمته الميدان وجلب المعلومة التي اصبحت تتناقلها الصفحات الزرقاء “الفايسبوك” دون الحاجة إلى الدراسة الأكاديمية ،ومن ثم يستوجب التوجه إلى سبيل آخر وهو تحليل المعلومة و محاولة التطرق اليها من كل الجوانب مهما كان محورها.

كل ذلك يتطلب عملا منهجيا ميدانيا ،ليكون الكل في مكانه ويبقى المصور أداة فاعلة لاكتمال المعلومة بالصورة والصوت لا أقل ولا أكثر ،ولا يمكن اعتبارهم صحافيين ولا إعلاميين رغم طغيان الصورة والصوت على المشهد الاعلامي، اذ لايزال للصحفي دور حسّاس في تحليل هذا المشهد أكثر من أي صورة لكن للأسف غاب التكوين وحل محله الترقيع.

من سيتذكر الصحفي مهما كانت قبعته؟,من سيواسيه بعد نفاد راتبه الشهري ؟,من سيقف امامه عند تعرضه لشتى أنواع المعاناة؟ , من سيسأل الصحفي أين تسكن ؟ , هل نعاني من مشاكل اجتماعية ؟ مهنية , ضغط في العمل ؟ هي اسئلة نريد ان نجيب عنها ليعلم بحالنا من قام بتهنئتنا.

أهذا الصحفي الذي يراد أن يكون – -نزيها و صاحب مصداقية وكرامة لا يستطيع حتى أن يسّد دينه ويستفيد مثل المواطنين من سكن ويكون في مصاف المواطنين أصحاب الدخل المتوسط.

فأين نحن من هؤلاء مصاصي الدماء -ناشرين كانوا أم مسؤولين متكتمين عن المعلومة , بل ويستغلون الصحافة لأغراضهم بداعي -نعرف المعلم- و لماذا مازلنا لم نتعلم أن العيد بالتهاني والتبريكات ماهو الا مواساة ونأمل فيما هو جديد لانقاذ رجال ونساء مهنة المتاعب من دوامة المشاكل الاجتماعية. وان شاء الله سيكون الجديد بعبارة الخير ما زاله القدام.

Share on facebook
Facebook
Share on telegram
Telegram