تعرض إبن ساركوزي المقيم بالولايات المتحدة إلى بهدلة على المباشر خلال حصة تلفزيوينية كان المعني فيها ضيفا ثقيلا كعادته, و بينما وجه ترّهاته يمينا و شمالا هاجم من خلالها كل ما هو أجنبي يعيش على الأرض الفرنسية, تلّقى بالجهة المقابلة ضيفا خفيف الروح هاجمه بطريقة ساخرة عبر مونولوج قصير لكن معناه سيظل يرافق إبن ساركو مدى حياته, خصوصا و أن ذاك الهجوم الذي جاء بطريقة كوميدية أكاديمية و بكل ديموقراطية ذبح مسيرة الفتى الذهبي السياسية و قتلها في مهدها.
فخلال تسّلم أحد الفنانين المسرحيين المختصين في معالجة المواضيع بطريقة ساخرة, راح يهمس أمام الملأ بأن “الجولدن بوي” الساركوزي لم يكن ليعيش هاته العيشة الهنية لولا سرقة أبوه أموال الغير, حتى أنه و على الطريقة الصهيونية لم يكتف بالأموال و راح يسرق نجوم السماء ليقدمها لولده الذي ولد و في فمه معالق من ذهب و فضة.
و أمام تصفيقات الجمهور الذي كان حاضرا في البلاطو, لم يحرك ساركو الصغير ساكنا و لم يبد أية كلمة أو تصريح تعقيبا على اتهام والده بالسرقة حتى امتدت يده إلى النجوم بعدما تلاعب بأموال الراحل العقيد معمر القذافي, إضافة إلى تفريغ باريس من أموال مشاريعها التي استفادت منها جيوبه قبل أن تستفيد منها المدينة.
و عقب هذا الاستهتار على المباشر يبدو أن ولوج الصغير ساركو إلى عالم السياسة أغلقت أبوابه منذ الوهلة الأولى, خصوصا أنه لا يلاقي الإجماع بعدما تهجم بصفة غير بريئة على الجزائر, و راح يهّدد سفارتها بباريس بالحرق و استنجد بترامب لكي يعيق مسار الجزائر الناجح الذي لم يستسغه المعني جملة و تفصيلا.
و يبدو أن ساركو الصغير سيتزامل مع والده في الحبس ما دام أن تصريحاته العدائية حول الجزائر لن تمر حتما ممر الكرام, و عليه أن يدافع عن نفسه عن سبب تحامله على بلد الشهداء, و لماذا هذا العداء المبالغ فيه, و ماذا فعلت له الجزائر برفقة والده اللّهم إلا أن هناك أمر إن و أخواتها و خالاتها و عماتها و ربما جداتها في القضية…التي حتما سيكون لها بقية.