مهدي الباز
تستعد الجزائر اليوم، الخميس، لإحياء اليوم الوطني للذاكرة، الذي يخّلد الذكرى الثمانون لمجازر 08 ماي 1945.
هذه الذكرى تعد من أبرز الأحداث الدموية في تاريخ الاستعمار الفرنسي، حيث عانى الشعب الجزائري من أبشع صور الإبادة الجماعية.
تاريخ مؤلم في 8 ماي 1945، خرج الجزائريون في مظاهرات سلمية للمطالبة بحقوقهم في نيل حريتهم، لكن رّد فعل القوات الاستعمارية كان مروعًا. إذ قوبلت هذه المطالب بعنف وجرم شنيع ضد مدنيين رفعوا رايات وطنية تنادي بالحرية، مما أدى إلى مقتل الآلاف من الأبرياء.
هذه المجازر لم تكن مجّرد حادثة عابرة، بل شكّلت منعطف حاسم في مسيرة الشعب الجزائري المقاوم والمتطلع للاستقلال.
ذاكرة حية تبقى للأجيال على الرغم من التقادم تظل مجازر 08 ماي 1945 محفورة في الذاكرة الجماعية للشعب الجزائري.
ورغم مرور الزمن، فإن هذه الجرائم تظل حية في الأذهان، تعّبر عن حزن و أسى أجيال متعاقبة.
تعتبر هذه الذكرى تذكيرًا بأهمية العدالة والحرية، ودعوة لتجديد العهد مع قيم الوطن. رسالة للأجيال القادمة بأن إحياء ذكرى مجازر 08 ماي 1945 ليس مجرد احتفالات تخليدا لذكرى وإنما هي وقفات جّد مهمة يجب أن نقف في محطتها ونستذكر أحداثها لمعرفة حجم التضحيات التي قدمها الشعب الجزائري.
بل هو تأكيد على العزم والتمسك بقيم الحرية و النضال ضد القوى الإمبريالية الغاشمة.
وفي ظل التحديات المعاصرة، تبقى هذه الذكرى درسًا في الصمود والإرادة الشعبية، تذّكر الأجيال القادمة بأهمية الحفاظ على الذاكرة الوطنية وهوية الشعب الجزائري المكافح والحر ، أمام العديد من المحاولات البائسة واليائسة لأعداء الجزائر ورغبتهم في تشويه الذاكرة و العمل على زرع الانقسام و التشكيك في تاريخ الأمة الجزائرية وهويتها.