ما قل ودل

لولا الإعلام لمّرت جرائمهم بسلام …ال BBC أول من كشفت فضائع فرنسا

شارك المقال

نستذكر جميعا الأرواح الشريفة البريئة التي سقطت فوق مذبح الحرية يوم الثامن من ماي المشؤوم من ذات صباح ربيعي مظلم مرت به الجزائر , أين حصدت آلة الموت الفرنسية خمسة و أربعين ألف شهيد في غضون أسبوع من المظاهرات أو أقل أحرقت من خلالها فرنسا الأخضر و اليابس.

و لم يكن لفرنسا أن تعترف بهذه المجازر و قساوتها لولا توثيقها في شرائط بالصوت و الصورة, و التي لا تزال يراها الأحرار بأم الأعين في كل مكان و كل زمان, حيث تشهد هذه الذاكرة السمعية البصرية بهول تلك الجريمة النكراء و ما خفي من جرائم كان أعظم , خصوصا ما تم التسّتر عليها أو لم تشهد بعد ميلاد الكاميرا و آلات التصوير.

فلحسن حظ الجزائريين و لسوء طالع المستعمرين حينها, أنه خلال اليوم المشؤوم ذاك كان متواجدا بالصدفة أحد الصحفيين البريطانيين و التابع للوسيلة الإعلامية الشهيرة قناة الBBC, الذي كان مسّلحا بكاميرا من أحدث طراز في ذاك الوقت و كانت شرائطه جاهزة لتوثيق ما لم ترد فرنسا توثيقه و تصوير أهوال الموت و سكراته على المباشر, في حوادث تعود حتما و لا زالت تعود بالخزي و العار على الاستعمار البغيض و تصرفاته البغيضة الجبانة أمام شعب أعزل.

و شهدت آلة تصوير صحفي ال BBC حينها أن مطالب الشعب الجزائري كانت مشروعة و هي نيل الاستقلال الذي سبق و أن وعد به المسؤولون الفرنسيون إن آثر الجزائريون مساعدتهم على نيل استقلالهم من الاحتلال النازي, و لكن فرنسا كعادتها و كعادة ما فعلته مع الداي الحسين و الأمير عبد القادر و أولاد سيد الشيخ و المقراني و الشيخ الحداد, و غيرهم من أشاوس المقاومة. ألقت بكل اتفاقياتها و توّسلاتها المبرمة على الورق في مرتع القمامة التي ألفت الاسترزاق منه, و طبقت خطتها المألوفة و هي الإنقلاب على المواثيق على طريقة الخنازير البرية.

نعم لا تستعجبوا إن قلت الخنازير البرية, فهذا النعث أشرف مما قامت به فرنسا في حق شعب أعزل خرج ليطالب بحقوقه و قابله الجناة المجرمون بالرصاص الحي, يتلّذذون برؤية الجثث تسقط انتقاما من جثتهم التي سقطت أمام الغزاة الألمان التي لم يقدروا أن يأخذوا ثأرهم منهم و سّلموهم بكل سهولة شرفهم و عرضهم, أين اغتصب الألمان نساءهم و بناتهم أمام أعينهم.

ففرنسا الجبانة طبّقت تماما ما يفعله الصهاينة اليوم حين باتوا يتلّذذلون هم أيضا في قتل الشعب الفلسطيني الأعزل انتقاما أيضا مما فعله بهم الجيش الألماني و قوات الأس الأس التي أبادتهم في مقتل.

إذا فلولا توثيق الإعلام حينها ما بقيت ذكرى الثامن من ماي التي يحتفل بها الجزائريون بكل عّز و شموخ عرفانا بأرواح من سقطوا لكي ترفع راية الجزائر عاليا كل عام, لذا بات التشديد على تطوير الإعلام في بلادنا أكثر من ضروري لأنه حتما مرآة الجزائر نحو الخارج, حيث وجب علينا نحن كإعلاميين محترفين تصدير أحسن صورة لبلادنا خصوصا ما تعّلق بخوض حروب الجيل الخامس التي تحتاج الكفاءة و ليس الدخلاء كما هو معلوم, فالخطب أصبح جللا أكثر من ذي مضى…و آخر كلامنا تحيا الجزائر و المجد و الخلود لشهدائنا الأبرار.

Share on facebook
Facebook
Share on telegram
Telegram