ما قل ودل

مجازر 8 ماي 1945…جرح عمره 80 سنة لن يلتئم إلّا باعتراف رسمي.

شارك المقال

في الثامن ماي من كل عام، تمّر علينا ذكرى الخزي والعار، ذكرى أليمة محفورة في وجدان شعب أبي ، هي مجازر 8 ماي 1945، التي ارتكبها المستدمر في عدة مدن منها سطيف، قالمة وخراطة، استشهد فيها 45 ألف شهيد من الشعب الأعزل ، فقط لأنه طالب بتجسيد الوعود ومنحه الحرية والاستقلال.

بعد ثمانون سنة ، لا تزال آثار المجازر تُلقي بظلالها على العلاقات بين الجزائر وفرنسا، رغم محاولات متكررة لطي صفحة الماضي دون طمس الحقيقة.

ففي أعقاب نهاية الحرب العالمية الثانية، خرج آلاف الجزائريين في مظاهرات سلمية ليقابلوا برّد فرنسي دموي، استُخدمت من خلاله الطائرات والدبّابات و قوات البحرية لقمع المتظاهرين، ما أدى إلى مجازر وصفت بأنها أبشع جرائم الاستعمار في القرن العشرين.

طيلة عقود، تجاهلت السلطات الفرنسية مسؤوليتها التاريخية في هذه المجازر، وفي عام 2025، توّترت العلاقات الجزائرية الفرنسية ، وتبقى من أبرز نقاط الخلاف، إلحاح جزائري رسمي وشعبي بضرورة “الاعتذار والاعتراف الكامل” كشرط لأي مصالحة حقيقية.

و اللافت في الوقت الراهن أن الجيل الجزائري الجديد أكثر إصراراً على استرجاع الذاكرة، ويتزايد الاهتمام في المدارس والإعلام بتوثيق المجازر وفتح النقاش حولها، فيما تشهد فرنسا انقساماً في الرأي العام بين من يريد طي الصفحة ومن يطالب مواجهة الماضي بشجاعة.

مجازر 8 ماي 1945 لم تعد مجّرد حدث تاريخي، بل أصبحت رمزاً للظلم الاستعماري ونقطة ارتكاز في أي حديث عن مستقبل العلاقات الجزائرية الفرنسية. فالتقدّم نحو الأمام يمّر حتماً عبر جسر الحقيقة، والاعتراف، احتراما للذاكرة.

Share on facebook
Facebook
Share on telegram
Telegram