أفرزت الحرب التي دارت رحاها طيلة أربعة أيام بين الهند و باكستان عن عدة توصيات لعل أبرزها القاعدة الذهبية التي تقول بأن من يملك القوة يفرض القانون أو بالأحرى ينال احترام الغير.
فباكستان خلال حربها الأخيرة نالت احترام العالم من خلال تفوقها العسكري على الهند, التي رغم عملياتها الاستخباراتية ذات الطابع الجاسوسي إلا أنها لم تستطع مجاراة جارتها باكستان في تطورها الذي كان تحت إمرة رئيس أركانها الجديد الجنرال “عاصم منير أحمد شاه” في السّر.
فباكستان و هي تخطو هذه الخطوة الاستباقية تكون قد نجحت في التخّلص بطريقة احترافية من الرقابة الاستراتيجية اللصيقة و فيما معناه أن أجهزتها الاستخباراتية باتت قوية للغاية حتى استطاعت أن توهم الخصم بأن خططها لا تزال تقليدية, بينما هي انتقلت بسرعة البرق نحو عالم الحداثة بالاحتكاك بالعملاق النائم التنين الصيني, الذي أثبت هو الآخر أنه بات خصما يحسب له ألف حساب و أي احتكاك به ينذر بحرب طاحنة خصوصا ما تعّلق بالجانب الإلكتروني منها.
و أبرقت الصين من خلال هذه النقلة النوعية في نظام التسليح الإلكتروني من خلال تجريبها لترسانتها بالوكالة على الأراضي الهندية للولايات المتحدة رسالة نصها أن التعامل مع العملاق النائم ليس بالأمر الهين, و صين اليوم ليست بصين الأمس, و هو ما يؤّشر بأن الاستخبارات الأمريكية تكون هي الأخرى مثل نظيرتها الهندية قد فشلت في تتّبع النقلة التكنولوجية التي تمتعت بها الصين في بحر السنوات الأخيرة, و ينذر هذا التطور الصيني الذي حصل بين ليلة و ضحاها بأن الحرب لاسترداد جزيرة تايوان إن وقعت سيكون وقعها وخيما على الولايات المتحدة الراعي الرسمي لدولة تايوان.
و من خلال موجة الحداثة العسكرية التي حسمت عبرها باكستان ميزان القوة لصالحها, تكون هذه الدولة الأسيوية قد أعطت إنذارا لكل جيوش العالم بإعادة تهيئة ترساناتها العسكرية خصوصا فيما تعلق بالحرب الإلكترونية أو حروب الجيل الخامس التي يعتبر الإعلام أحد دعائمها الرئيسية, أين باتت الصراعات تحسب لصاحب السبق في هذا النوع من الحروب.