ما قل ودل

كلما انطفأت نار الحرب أشعلوها…لك الله يا ليبيا

شارك المقال

“كُلَّمَا أَوْقَدُوا نَارًا لِّلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللّه” -الآية 32 من سورة التوبة- إنطلاقا من قول الله عز و جل نبدأ على بركة الله في التبّصر و التبّحر فيما يجري في العالم من أحداث متسارعة, فبالأمس القريب فقط وقفنا على نهاية حرب لم تدم أربعة أيام بين الهند و جارتها باكستان, و لا زلنا نقف على حرب لم تنته رغم إشرافها على عامها الثاني, أين يتلاعب الصهاينة بمصير أكثر من مليون شخص في قطاع غزة الذين قطعوا فيهم كل أشكال الحياة بعدما قضوا على معظم البشر في هولوكوست لا زالت تلعب حلقاته أمام أعيننا بدون تدخل لا رقيب لا من بعيد و لا من قريب.

فبعدما أراد تجّار الحرب الإبقاء على حرب واحدة فقط في الشرق الأوسط عقب إطفاء فوري لنار الهند و السند التي لم تجر مثلما أرادت رياح الفتنة الغربية, لا يزال النزال غير العادل بين إخوتنا الفلسطينيين المعّذبون في أرض الديانات و هم أصحاب الحق و الصهاينة قائما, ها هي نيران الحرب يراد لها، أن تندلع في طرابلس الغرب بعدما عاثت فسادا في طرابلس الشرق.

و يبدو أن العالم الغربي الذي لم يستطع مجابهة قوة و صرامة الروس الذي ما فتئ يسحب رقعة الجغرافيا يوما بعد يوم من تحت أرجل الأوكران, راح هذا العالم الجبان يشعل قدّاحة الفتنة على وقع التوجهات السياسية في ليبيا التي اشتعلت نيرانها عقب اشتباكات ضارية جرت و لا تزال تجري بين من كانوا بالأمس القريب إخوة يعيشون في كنف سلام و محبة و وئام.

فحتى تقسيم ليبيا بين شطرين لم يعجب من يضمرون الشّر و الحقد لمنطقة المغرب العربي, التي ظّلت في منأى عن ما يجري في المشرق لعقود, لكن من يتحّكمون في اللعب بالنار أبوا إلا أن ينال المسالمون في مغارب الأرض ما نال غيرهم في مشارقها.

فما حدث في ليبيا يعتبر مخّططا شرير برمج له و خطّط له أن يكون منذ العديد من الليالي, وولد حتما بعدما درس في مخابر الظلام الدامس, و أخرجت أولى حلقاته للعلن بعد حرب إلكترونية شرسة بين سكان غرب ليبيا و شرقها مهّدت لما يجري حاليا.

فلا يخفى على الجميع أن جماعة حفتر لم ترد يوما خيرا بحكومة الدبيبة, لكن يبدو أن الوضع الهّش في هذا البلد سمح للحرب الإلكترونية أن تشتعل على المواقع قبل اشتعالها في الواقع, لذا فالخطب أصبح جللا, حيث من يوم لآخر نتأكد أنه لا حرب ميدانية بدون حرب إلكترونية استباقية, و هو ما سبق و أن حذّر منه خبراء في الميدان مؤخرا.

و من هذا المنبر مثلما نتمنى لإخواننا الليبيين و السوريين عودة السلام و الإطمئنان لديارهم, وجب التذكير بأخذ الحيطة و الحذر من هذه الحرب الإلكترونية القذرة, التي ما فتئت تذكي نيران الفتنة التي ترمي بلهيبها من الواقع الافتراضي إلى الأرض التي يراد إحراقها, و لا يسعنا من مقامنا هذا إلا إكمال مقالنا هذا ينفس الآية التي بدأ بها  “كُلَّمَا أَوْقَدُوا نَارًا لِّلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللّه” -الآية 32 من سورة التوبة-…صدق الله مولانا العظيم.

Share on facebook
Facebook
Share on telegram
Telegram