ما قل ودل

استعملناها لطرد المستعمرين و هم يريدون إغراقنا بالبريغابالين…عن الأنفاق الحدودية ألّمح

صورة للمجاهدين الجزائريين و هم يحملون سلاحهم بكل فخر

شارك المقال

بلغت الدناءة بأعداء الجزائر حين عجزوا أن يضربوها من فوق الأرض بأن راحوا عبثا يحاولون من تحت الأرض على طريقة أفلام الهروب من السجون الهوليوودية, فما قامت به عصابات المخدرات المدعومة لوجيستيا من نظام المخزن يفوق الخيال, أين أصبحت كل الطرق مسموح بها بالنسبة لهذا النظام الذي يكّن الحقد و العداء للجزائر منذ فجر إنشاء دولتها الحديثة على يد الأمير عبد القادر, و ربما من ذي قبل حسب ما يفصح عنه التاريخ.

فاكتشاف نفق سري طويل يربط منطقة باب العّسة الحدودية بالأراضي المغربية, يثبت نّية المخازنية في إغراق شبابنا اليافع في مستنقع المخدرات الصلبة بمختلف أنواعها, ضف إلى ذلك مهلوسات البريغابالين التي يريد من خلالها نظام المخزن ضرب الفئة الشبانية لدينا في الصميم , حيث يعرف هؤلاء أن بشائر النهوض تكمن في شبابنا, لذا فإنهم يريدون عبر أعمالهم الدنيئة قتل الأحلام الوردية في المهد.

و من منبرنا هذا نجيب أعداء النجاح بأن الأنفاق التي يراد ضربنا من خلالها, كانت مألوفة لدى الجزائريين, إبان ثورة التحرير و ربما قبل بكثير, حيث كانت اللبنة الأولى لنقل الأسلحة لجبهة القتال ضد فرنسا, أين كان يراد لنظام المخزن عدم اكتشافها حتى لا يتم الإبلاغ عنها و الإبلاغ عن خيرة قيادة ثورتنا تماما كما تم فعله مع الكولونيل لطفي الذي استشهد بعد وشاية في جبل عنتر ببشار, و اختطاف الطائرة التي كانت تقّل زعماء ثورتنا ليس ببعيد عن هذا التفكير مثلما تشير المصادر التاريخية دائما.

للتذكير أن قيادة الثورة خصوصا جهاز المالق “وزارة التسليح والاتصالات العامة” الذي كان يقوده عبد الحفيظ بوصوف, كان يدّعم المجاهدين في الجبال بشحنات السلاح انطلاقا من الأنفاق التي حفرها المجاهدون خصيصا لذات الغرض, حيث كانت تخشى قيادة الثورة حينها تسّرب معلومات لبعض فلول نظام المخزن التي ما انفكت و أن أبانت عن نيتها مباشرة بعد الاستقلال من خلال حرب الرمال.

للعلم أن شحنات السلاح من قيادة المالق التي كانت تحصل عليها من الخارج كان يتم إذخالها من مغارة عين فزة الكائنة بمنطقة بني عاد بتلمسان, التي تتفرع بحد ذاتها لعدة مغاوير عملاقة, و التي قامت فرنسا بسّدها بالكامل عقب تلقيها معلومات كشفت المستور.

و موازاة مع انكشاف بعض الأنفاق لدى الفرنسيين آثرت قيادة الثورة بإدخال شحنات السلاح القادمة من ميناء مرسى مطروح المصري باستخدام يخوت سياحية, و لعل أبرز رحلة بحرية دعّمت الثورة خصوصا الولاية الخامسة بالسلاح, هي تلك الشحنة التي تبّرعت بها ملكة الأردن دينا عبر يخت يحمل اسمها, و تلك الشحنة كانت خير سند لفك الخناق عن الثوار في المنطقة الحدودية الغربية حينها.

لذا و مع اكتشاف نفق باب العّسة الذي يغوص نحو الأراضي المغربية, تكون قواتنا الأمنية قد كشفت مرة أخرى ما يدور في دواليب التخلاط لكل ما هو جزائري, و ضربه انطلاقا من الأراضي المغربية باستعمال شّتى الطرق, فكلها باتت مستباحة فنظام المخزن حسب ما يقوم به مستعد لوضع يده في يد الشيطان من أجل ضرب كل ما هو جزائري…و ما يسعنا في نهاية مقالنا سوى الاستشهاد بقول الحق تبارك و تعالى “واستفتحوا وخاب كل جبار عنيد : الآية رقم 15 من سورة إبراهيم”.

Share on facebook
Facebook
Share on telegram
Telegram