ما قل ودل

يئسوا من طلب الاستجارة…رغيف خبز أقصى أحلام الغزاويين

صورة تتّكرر كل يوم تصف معاناة أطفال فلسطين

شارك المقال

بينما يتنافس المسلمون في كل مكان في أقاصي الشرق و أذناه و غربه على من يجلب لبيته كبشا مليحا أقرنا للاقتداء بسنة خليل الله إبراهيم, نسيوا وصايا الخليل نفسه و من بعده سائر أبنائه من الأنبياء وصولا إلى حفيده الأخير حبيبنا و حبيب الله محمد عليه أفضل الصلاة و التسليم, في أن لا خير في امرئ يبيت شبعان و جاره جائع مهماكانت مّلته أو دينه أو معتقده, فما بالكم و الغزاويون لا يريدون من هذه الدنيا سوى رغيف خبز حاف.

فأي زمن هذا الذي نعيشه و إخواننا يتضّورون جوعا, و لا أحد تدّخل لرأب الصدع, اللهّم إلا بلد الشهداء الجزائر التي جعلت نفسها في منبر الأمم المتحدة ظهرا للدفاع عن فلسطين, فما عدا التصّرف النبيل لأحفاد الشهداء الأنقياء, فالباقي هو مجّرد مظاهرات أخلي سبيلها لكي تكون متنفسا للشعوب التي يراد لها طوعا أن تنحرف في طريق نصرة فلسطين, لكي لا تنشغل بقضية التطبيع تحت الطاولة و هّلم جّرا مع قضايا فساد المسؤولين و مقايضة السلم الاجتماعي و الإقليمي مع الصهاينة ببيع العقارات لهم, أو بلغة أخرى استرداد ما يجب استرداده من هؤلاء تحّسبا لهجرة عكسية في حال استمرار الهجمات الصاروخية.

و العجيب في الزمن الذي نعيشه أنه رغم أن ديننا الحنيف يوصينا بجواز قبول إجارة من طلب الاستجارة حتى و لو كان على غير ديننا, إلا أن أصوات الغزاويين باتت تلقى أذانا صمّاء و لا ترى معاناتهم لا بالبصيرة, و لا بالعين القصيرة, فيما يرى هلال المواسم باستخدام أحدث التكنولوجيات.

أي زمان هذا و نبينا محمد صلى الله عليه و سلم أجير من قبل الكافر مطعم بن عدي, الذي أدخله إلى مكة رغما عن قريش بعدما أقسم سادتها, على أن لا يعّتب أسوار مكة عندما خرج في هجرته الأولى إلى الطائف, بينما الغزاويين هم قطعة منا و من المفروض أن معاناتهم هي معاناتهم, لكن ربما نسي أهلنا حديث البنيان المرصوص.

أي زمان هذا و الذين هم على غير ديننا يقفون الساعات أمام الكونغرس و البنتاجون و الاتحاد و البرلمان الأوربيين, يطالبون بفّك الحصار عن قطاع غزة, و محاسبة من يقفون حجر عثرة على تنفيد ذلك, فبحّق تلك أسئلة تعّجب يتعّجب منها الغبي الولهان, فما بالك عن الكيس الفطن في بلاد العربان.

فحّقا هذا هو الزمان الذي قال عنه المصطفى عليه الصلاة و السلام بأنه زمن تتداعى فيه الأكلة على القصعة, و نحن الآن كغثاء السيل, فحقا ذاك هو الزمان الذي يبحث عن من يضبط عقارب ساعته لأجل انطلاقة ربما جديدة…نأملها أن تكون جديدة مع تباشير هذا الصباح الجديد…صباحكم فطنة و صباحنا تبليغ…صّح النوم.

Share on facebook
Facebook
Share on telegram
Telegram