أصبحت ضرورة جّد ملحة في الوقت الراهن أن نبحث نحن العرب, أو إن صّح التعبير نحن العالم الثالث عن تدبير منصة يشترك فيها مواطنو هاته الدول كي نستقل بأرائنا و أنفسنا عن سطوة الميتا التي باتت تلعب دور الرقيب بلاحسيب على ما يكتب و ما ينشر في صدر صفحاتها, حتى باتت تعاقب من تعاقب و تكافئ من تكافئ ممن ينشط افتراضيا في عالمها.
ذات العالم الذي أضحى سجنا فوضويا الغلبة فيه لأصحاب الدار و كل من يناصر أصحاب الدار, أين باتت فيه القضية الفلسطينية و نظيرتها الصحراوية مجرد الإشارة إليها من المحرمات, ناهيك أنه ينبغي على كل ناشط في الميتا أن يكون أخرصا و أعمى و أصّم لما يجري من مذابح و مجازر وقودها الناس و الحجارة في أرض الديانات غزة.
فإلى متى نظل نحن سكان العالم الثالث نستند لإيصال صوتنا إلى من يضمرون الشّر لنا, و السؤال المطروح الآن أو ليس في شبابنا و علمائنا أحد رشيد كي ينافس الميتا في إنشاء منصات موازية, كي تصبح منبرا لمن لا صوت له, و فرارا بآرائنا من الخوارزميات التي باتت تؤّرق مضاجعنا و تحّور كل ما نعبر به عن آرائنا.
فما فائدة التكنولوجيا التي يكتسبها علماؤنا إن وقفوا مكتوفي الأيدي أمام سياسة الحساب و العقاب التي باتت تصدرها بدون وجه حق تلك المنصات الغربية كإجراءات تأديبية, مقابل إدخال مشّركي الأفواه إلى الصف.
و أنا أعلم مثلما تعلمون أنتم أن استصدار منصة ذات بعد عالمي ليست بالأمر الصعب لعلماء من طراز الجزائريين نور الدين مليكشي و بلقاسم حبة و البقية المتبقية من أبناء الجزائر و أبناء الوطن العربي و العالم الثالث….فإلى متى الانتظار إذا.
لذا وجب السير بخطى ثابتة من أجل تحقيق المبتغى, فالأمر في الأول الآخر سيعود بالنفع على من يريد إيصال أرائه و صوته في عالم يلعب على وتر الإعلام الإلكترونيى و يحارب بالمنصات مكان الدبابات في حرب ضروس اسمها الجيل الخامس.